الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 20 يناير 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جاء ليُخلِّص الخطاة
الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ ( 1تيموثاوس 1: 15 )
قد تُحدِّثنا الخليقة عن صفات الله، كما تُحدِّثنا أعمال العناية عن نواحِ من سجاياه، لكنها لا تُحدِّثنا عن دينونة بالبر (إذا استثنينا المشاهد الأخيرة من نهاية هذا العالم وهلاك الفجَّار). هذا الأمر كان عسير الفهم على أيوب الذي لم يستطع أن يدرك كيف يزهو الشرير ويكبر ويثمر ويتجبَّر، في حين يذوي البار ويذبل وييبس عوده ويُسْحَق. ذلك لأن وقت الدينونة لم يأتِ بعد، ولأن اليوم يوم خلاص ورحمة، ولا يمكن أن يكون من نصيبنا لعنة وبركة في وقت واحد. من أجل ذلك يبدو كل شيء كأنه لغز، ودوافع الشر والخير تختلط على ذهن الإنسان، وخير الحنطة ينمو جنبًا إلى جنب مع شر الزوان. ورغم ما تحمل الخليقة من ملامح الجمال، هناك البؤس والتعاسة والانحلال.

في هذا المشهد الخَرِب يأتي ربنا يسوع المسيح، يأتي إلى عالم تشيع فيه قوة الشر آلامًا من كل نوع، وأحزانًا من كل لون. يأتي ربنا يسوع وهو الله الظاهر في الجسد مُظهِرًا صلاحه الفائق، (ولو أنه إزاء صلاحه ظهر فساد قلب الإنسان) في وسط الشر والألم، ليُريح قلوب الناس. كان لله سلطانه، وكانت للدينونة ساعتها، وإن تأجَّلت، لأن هذا من الحتميات في طبيعة الله، ولأن الله لا يمكن أن يترك الشر يمر دون عقاب، لكن إتيان ابن الله إلى الإنسان كان لكي يسترِّد ثقة الإنسان في الله بإعلان صلاحه وتقديم خيره لهذا الإنسان.

لقد كان عمل الشيطان هو أن جعل الإنسان لا يثق في الله، إذ قال للإنسان إن فعلت كما أقول لك، فإنك ستكون كالله، والمسيح قد جاء ليجعلنا فعلاً شركاء الطبيعة الإلهية - أولادًا لله - وهو يُقدِّم نفسه لأشر الخطاة ولأتعس المتألمين قائلاً: هل تُصدِّق الله؟ ولا يمكن أن يعتذر الإنسان عن قبول دعوة الله بالقول: إني خاطئ جدًا، لأن المسيح جاء لأجل أول الخطاة، ولأجل أتعس البؤساء. وحيث استجابت القلوب لدعوة الله، جاء الخطاة المُتعَبون والأشرار المُذنِبون بدموع التوبة، واثقين في صوت المحبة، بعد أن خابت آمالهم، وتزعزعت ثقتهم في كل شيء من حولهم.

إن المسيح المصلوب هو موضوع البشارة التي ينادي بها الله لكل البعيدين، وطوبى لمَن يسمع صوت محبة الله ويُقبِل فيأخذ حياة مجانًا.

اسمعَ الدعوةَ أسرِعْ للفرَحْ يوجدُ لكَ مكانْ
وتعالَ يا صديقـي تَسترِحْ يوجدُ أيضًا مكانْ

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net