الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 21 يناير 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
دانيال وإنقاذ السماء
إِلَهِي أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ الأُسُودِ فَلَمْ تَضُرَّنِي ( دانيال 6: 22 )
بالرغم من قناعة الملك دَاريُوس أن الله سوف يتدخَّل لصالح خادمه الأمين دَانيآل، فقد امتلأ غيظًا بسبب طرح دَانيآل في جُبِّ الأسُود، وقضى ليلته صائمًا في أرَق (ع18). وباكرًا عند الفجر، أسرَع الملك إلى الجُبِّ، ولبهجته، وجد الله قد تدخل حقًا؛ ونجده يخاطب دانِيآل قائلاً: «يا دانيآل عبد الله الحيِّ». وللمرة الثانية يعترف بأن دانِيآل قد خدم الله باستمرار (ع16، 20). ويُخبر دانيآل الملك بأن الله قد أنقذه بقوة ملائكية، وقد سد أفواه الأسود، لأنه وُجد بريئًا قدام الله، وقدام الملك أيضًا، لم يفعل ذنبًا (ع22).

الرجال الذين كتبوا المرسوم، لم يضعوا الله في حساباتهم، ولم يحسبوا أية قوة قادرة على ردع وحشية الأسود. فلم يُشيروا في مرسومهم بأنه أي فرد يُلقى في جُبِّ الأسود يجب أن يُقتل بواسطة الأسود، لذا فالقانون قد نُفِّذ، ودانيآل قد أُنقِذ. وليس هذا فقط بل إن الملك أمرَ بأن يُلقى هؤلاء الرجال الخبثاء الحاقدين وعائلاتهم في جُبِّ الأسود، الفخ الذي نصبوه لرجل الله (ع24).

ويُرسِل الآن الملك دَاريُوس، مرسومًا ثانيًا للساكنين في الأرض كلها، بأن كل البشر عليهم أن يرتعدوا ويخافوا قدام إله دانيآل (ع25-27). وهذا يفوق مرسوم نبوخذنصر المُسجَّل في الأصحاح الثالث، الذي أمر أن لا يتكلَّم أحد بسوء ضد الله ( دا 3: 29 ). فهذا المرسوم يأمر بتقديم الاحترام والخوف لله كاعتراف بسلطانه المُطلق كالإله الحي. لذا، فمن خلال إيمان رجل واحد، تحوَّلت الجهود من أجل تنصيب إنسان في مكان الله، إلى فرصة مُتسعة الأرجاء لإعلان الشهادة الاختبارية بالله الحي.

إن الحادثة كلها مشروحة بطريقة لافتة للنظر في المزمور السابع والخمسين. هناك وجد المرنم نفسه مُحاطًا بأولئك الذين يُريدون ابتلاعه. لذا يصرخ إلى الله العليّ الذي يستطيع أن يفعل كل شيء، ولا يعسر عليه أمر. وإذ يصرخ لله، فإنه يثق بأن الله سوف «يُرسل من السماء» ويخلِّصه؛ ومع أنه كان مُحاطًا بأعدائه الذين «أسنانهم أسِنَّة وسهامٌ، ولسانهم سيفٌ ماضٍ»، لكنه يقول: «حفروا قدامي حفرة. سقطوا في وسطها». علاوة على ذلك، فإن الله يتمجَّد، وتسبيحه يعلو «بين الأُمم»، بل ويُعظمه «على السماوات. وعلى كل الأرض». والنهاية الحتمية لفجور البشر أن الشرير سوف يُعاقَب بهلاك أبدي، والتقي سوف يُكافأ على كل آلامه؛ وسيُمجَّد الله في كل الأرض من خلال مجد المسيح.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net