الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 24 يناير 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محبة الله
ليْسَ مِنْ كَوْنِكُمْ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ، التَصَقَ الرَّبُّ بِكُمْ وَاخْتَارَكُمْ .. بَل مِنْ مَحَبَّةِ الرَّبِّ ( تثنية 7: 7 ، 8)
محبة الله لا تتأثر: ونحن نعني بهذا أنه لم يوجد شيء، في مَن هم موضوع محبته، يستدعي وجودها؛ لا يوجد في المخلوق شيء يجتذبها أو يُنشئها. المحبة التي من مخلوق لمخلوق آخر هي بسبب شيء فيه، لكن محبة الله مجانيَّة، تلقائية، وبلا سبب. السبب الوحيد لمحبة الله لنا هو في إرادته الإلهية: «ليس من كونكم أكثر من سائر الشعوب، التصقَ الربُّ بكم واختاركم، لأنكم أقل من سائر الشعوب. بل من محبة الرب». لقد أحبَّنا الله منذ الأزل، لذلك لا يمكن أن يُوجد في المخلوق ما يمكنه أن يتسبَّب فيما هو في الله منذ الأزل. إنه يُحب مِن تِلقاء نفسه: «بل بمُقتضى القصد» ( 2تي 1: 9 ).

«نحنُ نُحبُّهُ لأنه هو أحبنا أولاً» ( 1يو 4: 19 ). لم يحبنا الله لأننا أحببناه، لكنه أحبَّنا قبل أن يكون فينا ذَرَّةٌ من حبٍ له. لو كان الله أحبنا ردًّا على حُبنا له، لمَا كان الأمر تلقائيًّا من جانبه؛ ولكن لأنه أحبنا حين كنا لا نُحب، فمن الواضح أنَّ محبته لم تكن تحت أيِّ تأثير. لم تتأثر محبة الله لي، ولكل “خاصته” بأي شيء فينا. ما الذي كان فيَّ ليجتذب قلب الله؟ لا شيء على الإطلاق. بل بالعكس، كلُّ ما يُنفره: خاطئ، عاجز، كتلة من الفساد، بلا خير فيَّ.

محبة الله، محبة أبدية: الله نفسُه سرمديٌّ. والله محبة، لذلك كما أن الله ليس له بداية، فكذلك محبته. من المعروف أن مبدأ كهذا يتعدى إدراك عقولنا الضعيفة، لكن، حين لا نقدر على الفهم، يمكننا أن ننحني متعبدين في خشوع. ما أوضح شهادة إرميا 31: 3 «محبةً أبدية أحببتُكِ، من أجل ذلك أدمتُ لكِ الرحمة»! كم هو أمر مبارَك أن تعرف أن الله العظيم القدوس، أحب شعبه قبل أن دعا السماءَ والأرضَ للوجود، وأنه وضع قلبه عليهم منذ الأزل! هذا دليل واضح أن محبته تلقائيَّة، لأنه أحبهم قبل أن يكون لهم وجود بأزمنة لا نهاية لها.

نفس الحقيقة الغالية موجودة في أفسس 1: 4، 5 «كما اختارنا فيهِ قبل تأسيس العالم، لنكون قديسين وبلا لوم قدامَهُ في المحبة، إذ سبقَ فعيَّننا للتبني بيسوع المسيح لنفسهِ». كم يجب أن يستدعي هذا تسبيحًا من كل واحد من أبنائه! يا لها من طمأنينة للقلب: حيث إن محبة الله لي ليس لها بداية، فلا يمكن أن يكون لها نهاية!

الله يا أبانا قدْ أحببتَنا منذُ الأزَلْ
دعنا نُعظِّم اسمَكَ ما دامَ في العُمرِ أجَلْ

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net