الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 23 يناير 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الخلوة اليومية
لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ ( متى 4: 4 )
كل مؤمن وكل عامل في حقل الرب، كل رب عائلة مسيحية، وكل ربة بيت مسيحي، الجميع عن تجربة وعن اختبار يؤكدون لزوم الصلاة والمقابلة اليومية مع الرب، ويربطون الصلاة بقراءة الكلمة في خلوة هادئة مع الرب، إذا أرادوا قوة ونُصرة وهداية وحكمة وثمر وبركة. الكل يُجمِعون على أن حياة الصلاة والشركة مع الله، علامة ودليل على الصحة الروحية.

والرب يسوع قال: «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله». وهذا التصريح هام جدًا في معناه الحقيقي، ومعناه أن “الإنسان يَحيَا بكل كلمة ينطق بها الله”. فليس المقصود العبارات التي تختزنها في ذاكرتك من الكتاب فقط، بل المقصود أيضًا الكلام الذي يتكلَّم به الله إلى نفسك في الخلوة الهادئة؛ خلوة الصلاة، خلوة التأمل الصامت في حضرة الله. هذا هو ما يحيا به الإنسان. قد تكون صحيح التعليم وسليم العقيدة، ولكنك هزيل روحيًا، فإن ما يحفظ ويقوِّي الحياة هو الكلام الحي الذي نُعطَاه من الله، ما يقوله الله للنفس كل يوم. فما ألزم “وقت الخلوة” للصحة الروحية، سواء كنت مُهتديًا حديثًا أو مؤمنًا بالغًا. «كأطفال مولودين الآن، اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به» ( عب 5: 14 ).

وقت الاختلاء بالله لازم جدًا، لنقاوة الحياة ونظافة السيرة. «بِمَ يُزكِّي الشاب طريقه؟ بحفظهِ إياهُ حسب كلامك» ( مز 119: 9 )، «أنتم الآن أنقياء، لسبب الكلام الذي كلَّمتكم بهِ» ( يو 15: 3 )، «قدِّسهم في حقِّكَ. كلامُكَ هو حق» ( يو 17: 17 ).

وهو لازم أيضًا للتمييز الروحي والحكمة، فالمبادئ التي تُحدِّد حياة القداسة والبر لا يمكن أن نتعلَّمها إلا إذا جعلنا كلمة الله تسكن فينا بغنى. والكتب المقدسة أي كلمة الله في مجموعها قادرة أن “تُحَكِّمْ للخلاص” ( 2تي 3: 16 ) وبرأي الرب (أي بفكره المُعلَن في كلمته) نهتدي «برأيكَ تهديني» ( مز 73: 24 ).

وقت الخلوة والشركة مع الرب لازم وحيوي جدًا بالنسبة للاستعداد للجهاد الروحي – للمصارعة مع أجناد الشر. ومثالنا الأعلى في هذا هو ربنا يسوع المسيح الذي في مواجهة الشيطان في البرية استخدم سلاح الكلمة. كانت خلوته أربعين نهارًا وأربعين ليلة، لقد كانت اختباراته الشخصية في كلمة الله هي عُدَّته في المعركة. وبولس بعد ذلك يحث المؤمنين في أفسس أن يأخذوا «سيف الروح الذي هو كلمة الله» ( أف 6: 16 ). ليتنا نفعل ذلك دائمًا!

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net