الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 26 يناير 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يخرجون بأملاكٍ جزيلة
نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ...وَبَعْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُونَ بِأَمْلاَكٍ جَزيلَةٍ ( تكوين 15: 13 ، 14)
لقد كان ألمًا شديدًا أن يُعاني أولاد أبرام مِن الظلم والرعب والألم إلى حدٍ كبير، ومع ذلك فإن النهاية هي «أملاكٌ جزيلة». فابتهج وافرح يا شريكي المؤمن لأنه مكتوب: «يخرجون»؛ فالألم لن يستمر إلى الأبد، والخروج من الأتون قريب، ونار كور المشقة في مصر لا بد أن تنتهي. والعجيب يا صديقي المتألم أنك لن تخرج من التجربة كما دخلتها، بل ستخرج «بأملاكٍ جزيلة»! لقد تعهَّد الله نفسه بذلك، وقال إنه سيكون معهم لتحقيق وعده. وهذا ما يجب أن يكون دائمًا مع أبناء الله عندما يكون معهم في الضيق. وسوف يخرجون بالتأكيد من التجربة – تجربة اختبار إيمانهم - في اللحظة التي تَحسُن في عيني الله، لأنه «كثيرةٌ هي بلايا الصدِّيق، ومن جميعها يُنجيه الرب» ( مز 34: 19 ).

لقد اجتاز أيوب في الآلام المتنوعة والحيرة الطويلة، لكنه خرج من تجربته بأملاكٍ جزيلةٍ وبلا ندم، ربما باستثناء أنه كان بطيئًا جدًا في اعتماده كُليًا علي الله.

وأوّد أن أقول إلى كل الذين يحبون الرب وحتى الآن يتجرَّعون كأس الألم والمُعاناة: اترك الفكر لديه وتأمل حبه، إذ إنه له قصد بالنسبة لك، فلنُسكِّن نفوسنا أمامه، ونضع ثقتنا فيه. قد يكون مصَابك أليم، ورعبك من التجربة شديد، فتصرخ إلى الله طالبًا رحمته، وتتوسل إليه ليُخلِّصك من ضيقتك، فدَعْ الله يسمع صراخك. فإنك لن تُكرِم إلهك إذا تذمَّرت عليه، فلقد صعد صراخ بني اسرائبل إليه بسبب ضيقتهم «وتنهَّد بنو إسرائيل من العبودية وصرخوا، فصعِدَ صراخهم إلى الله من أجل العبودية. فسمع الله أنينهم، فتذكَّر الله ميثاقه مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب. ونظر الله بني إسرائيل وعَلِمَ الله» ( خر 2: 23 ، 24). إنها لحظة الربح الوفير والغني الجزيل، عندما تكتشف - وأنت تعتصر من الألم - أن الله هو ملاذك الوحيد، وملجأك الوطيد، ورجاؤك الذي لا يخيب. ويا لها من تعزية في هذا الفكر!

ونحن لسنا جامدين عديمي المشاعر، فلقد أعطى الله أبناءه قلب حساس مليء بالعواطف الرقيقة. وعندما نجتاز الألم لا نقول: “هذا النوع من الألم شائع بين بني البشر، ولا مفر من أن نعض أسناننا ونتحمَّله”. فنحن الذين نعرف الله أكثر من ذلك، نُدرك أن الله معنا في كل تجربة وضيقة، وأننا متأكدون من الخروج منها بأملاكٍ روحية جزيلة.

وأُذنُهُ تُصغي إلى صُرَاخِ خائفيهْ
حتى وإن تمهَّلَ يُنصِفُ مُختاريهْ

حنا إسحق
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net