الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 27 يناير 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سبعة دروس من أعتى اللصوص
أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ، إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هَذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ؟ ( لوقا 23: 40 )
ما أروع عمل الله في هذا اللص التائب! وهو عمل سُباعي كالآتي: الانفصال، المخافة، التوبة، البصيرة، الإيمان، الشجاعة، الصلاة.

1- الانفصال: وهو ما أشار إليه الرسول بطرس بالقول: «تقديس الروح للطاعة» ( 1بط 1: 2 ). فالروح القدس يفرز الشخص ويفصله عن كل البشر ليتصرَّف، لا كما يتصرَّف الآخَرون، بل كما يوجهِّه ويعلِّمه روح الله. وهذا ما نراه هنا في هذا اللص. فلقد توقف عن تعيير المسيح كما كان يفعل هو في البداية، وكما استمر يفعله الآخرون حتى النهاية. والواقع أنه أسهل جدًا أن يسبح الشخص مع التيار، ومن العسير أن يُصارع ضده. وفي مشهد الصليب كان كل الناس ضد الرب يسوع، لكن ذلك اللص وقف في الساحة بمفرده، وقف وحده ضد كل العالم.

2- مخافة الله: بمجرَّد أن فصله روح الله عن البشر المُحيطين فقد قال لزميله: «أوَ لا أنتَ تخاف الله؟». ما أعجب أن نرى ثمر التقوى في قلب شخص كهذا اللص، الذي، طوال عمره، لم يعمل حسابًا لله قط! إننا في هذا اللص نرى ليس الخوف من الله، الذي هو إحدى ثمرات الخطية، بل خوف الله وهو ثمرة من ثمار عمل الله في النفس، بل هو رأس الحكمة ( مز 111: 10 ). ومن فوق ذلك الصليب تحققت كلمات الجامعة «قد عرفت أن كل ما يعمله الله أنه يكون إلى الأبد. لا شيء يُزَاد عليهِ، ولا شيء يُنقَص منه، وأن الله عملَهُ حتى يخافوا أمامه» ( جا 3: 14 ). ونتيجةً لثمر التقوى ومخافة الله في قلبه، فإنه توقف عن الاشتراك في أعمال الظلمة غير المُثمرة وبدأ يوبخها ( أف 5: 11 ).

3- التوبة: إذ قال لزميله «أوَ لا أنتَ تخاف الله، إذ أنت تحت هذا الحكم بعينهِ؟ أمَّا نحن فبعدلٍ، لأننا ننالُ استحقاق ما فعلنا». لقد دانَ هذا اللص الشر في نفسه عندما قال: «نحن .. ننال استحقاق ما فعلنا» - أي أنه أقرَّ باستحقاقه لموت الصليب، بعكس زميله الذي قال للمسيح: «إن كنت أنت المسيح، فخلِّص نفسك وإيَّانا!». والتوبة اللازمة للخلاص تعني تغيير الفكر بالنسبة للخطية. إنها الحزن على الخطية وكراهيتها وتركها. لكنها – كما نرى في هذا اللص- أعمق من ذلك أيضًا، فهي تتضمن اكتشاف عمق خرابنا وفسادنا التام وعدم استحقاقنا لشيء. إنها ليست فقط الحكم على الخطية، بل أيضًا الحكم على النفس نتيجة الضمير الذي تيقَّظ بفعل روح الله.

فالطريقُ للخلاصِ بيسوعَ لا سواهْ
تُبْ وآمن بهِ تَخلُصْ فتفوزَ بالنجاهْ

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net