الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 3 يناير 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أمجاد الصليب
الآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ وَتَمَجَّدَ اللهُ فِيهِ ( يوحنا 13: 31 )
كيف يتأتى لله القدوس العادل أن يُظهر محبته بملئها للخطاة الأثمَة؟ هنا يتدخل موت المسيح الكفَّاري؛ فالرب يسوع قد تكفَّل بهذا العمل ليُمجِّد الله تمجيدًا كاملاً، ويُظْهِر لنا حبًا فائقًا. ولكي يُثبت عدل الله الكامل، حَمَلَ خطايانا، وشرب كأس الموت والدينونة نيابةً عنا. لقد جُرِح وسُحِق من أجل معاصينا. وهكذا أُثبِتت عدالة الله ضد الخطية، لأنه في الصليب لم يتسامح الله مع الخطية، بل أوقع كل الدينونة على الابن الحبيب. يا لها من محبة! ويا له من تكريس! لقد أسلَمَ المسيح نفسه لأجل مجد الآب. هل هذا يمجِّد الله؛ أن يُسلِّم المسيح نفسه إلى قسوة الموت والغضب؟ نعم، لأن خطايانا استوجَبت هذا، ولم يكن هناك سبيل آخر لإظهار محبة الله.

وتأمل كيف أن الصليب قد مجَّد المسيح أيضًا. لم يَبدُ كمال مجده بمثل الروعة والجلال اللذين بدَا بهما وقتئذٍ. لذلك يقول: «الآن تمجَّد ابن الإنسان وتمجَّد الله فيهِ». لقد كان الأمر مشورة مشتركة بين الآب والابن. كانت مشيئة الآب أن يجيء الابن، كذلك كانت مسرَّة الابن أن يأتي «هأنَذَا أجيءُ .. لأفعل مشيئتك يا الله» ( عب 10: 7 ).

ولكن تأمل كيف تمجَّد الله فيه. هل كان الله عادلاً في إدانته للخطية؟ لقد أظهر الصليب ذلك. هل محبة الله للخاطئ كاملة؟ لقد أوضح الصليب ذلك. هل تطلَّبت عظمته ومهَابته ردًا على تمرُّد الخطية؟ لقد قام الصليب بذلك. لقد قال الله: إن الخطية عاقبتها الموت، وقال الشيطان ولا يزال يقول: لا، لن يكون ذلك. ولكن هل هناك دليل على صحة حكم الله، أعظم من موت المسيح؟ إلا أنه بذلك العمل قد أحرَز لنا حياة فوق متناول قوة الموت والدينونة، وبينما أظهر الإنسان عداءه لله بقتل ابنه، أظهر الله حُبه للإنسان بتقديم ابنه فِديةً عنه.

أين تجلَّت الطاعة في روعة أكثر مما تجلَّت في الصليب؟ وأين ظهرت المحبة في سمُّوها مثلما بدَت في الصليب؟ وهكذا تمجَّد ابن الإنسان، ثم إن الله تمجَّد فيه: في محبته، وعدله، وحقه، وجلاله.

وماذا كانت العاقبة؟ انتفى خوف المؤمن من سلطان الموت. والخطايا - التي كان يخشى عقوبتها، وكانت تبعث في نفسه الرعب من الدينونة - قد مُحيَت. فالمؤمن يثق أن الله أحبه حتى إنه لم يُشفِق على ابنهِ في سبيل خلاصه. ويعلم أنه لا شيء من الدينونة عليه، لأن المسيح حَمَل الدينونة كلها نيابةً عنه.

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net