الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 5 يناير 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
احسبوا أناة ربنا خلاصًا
لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ، كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأنى عَلَيْنَا ( 2بطرس 3: 9 )
بعد أن أكدَّ الرسول بطرس أن الرب لا يتباطأ عن وعدهِ، والمقصود وعده بالمجيء لأخذ قديسيه من العالم ليكونوا معه في بيت الآب. قال: «احسبوا أناة ربنا خلاصًا». نعم، الرب لا يتباطأ، ولو أنه يتأنى.

الإبطاء عادةً يكون لسبب من اثنين: إما عدم الرغبة أو عدم القدرة. ويقينًا هذان السببان غير واردان بالنسبة لله. فإن كان الرب لا يتباطأ فما هو إذًا؟ إنه يتأنى، وهو لا يشاء أن يهلك أُناس، بل أن يُقبِل الجميع إلى التوبة.

وواضح أن مَن يتوقع مجيء المسيح يومًا بعد يوم، وينتظره دقيقةً فدقيقةً، ثم تمر السنين، ويرقد أحباءه من القديسين، ولا يأتي المسيح، فإنه يكون عُرضه للفشل. والرسول لكي يُصحح الفكر لدى إخوته المؤمنين فإنه يقول: «ولكن لا يخفَ عليكم هذا الشيء الواحد أيها الأحباء». وهو هنا يُفارِق بين قوم يخفى عليهم، ولو أنه يخفى عليهم بإرادتهم، والمؤمنين الذين لا يخفى عليهم هذا الأمر. فيقول لنا: إن طريقة حساب الله للزمن تختلف عن طريقة حسابنا نحن. وطبعًا هو لا يعني أن الزمن عند الله لا معنى له، بل أراد أن يوضح لنا أن الألف سنة في نظرنا نحن هي فترة طويلة جدًا، ولكنها ليست كذلك عند الله السرمدي. وأن يومًا واحدًا في نظرنا نحن فترة قصيرة جدًا لا تسمح لنا بأن ننجز أشياء كبيرة، ولكنها بالنسبة لله تكفي جدًا ليعمل أشياء هامة وخطيرة للغاية. وهذا القول اقتبسه بطرس من مزمور 90 الذي هو صلاة لموسى رجل الله. فالله انتظر على الشعب وهم في بيت العبودية في مصر 430 سنة، ولكن لمَّا جاء الموعد، فإنه في ذلك اليوم عينهِ أخرج الشعب من أرض مصر، ولم يقف شيء أمامه عندما جاءت ساعة العمل ( خر 12: 40 ، 41).

إذًا هناك تأني ولكن ليس تباطؤ. هناك قوم مُستهزئون يحسبون أن الرب مُتباطئ، ولكن المؤمنين الأتقياء يفهمون الأمر بطريقة أخرى، فهم يحسبون أناة ربنا خلاصًا:

 خلاصًا للخطاة، فها أناة الله تنتظر كما انتظرت أيام نوح، وقصد الله من ذلك أن يقود النفوس إلى التوبة، فبمجرَّد مجيء المسيح سيُغلق الباب في وجه لا الرافضين فحسبْ، بل المؤجّلين أيضًا.

 ثم إنه خلاص أيضًا للمؤمنين، خلاص من حالة الفتور والعيشة العالمية. فنحن لا ينبغي أن نصرف أيامنا - ونحن ننتظر الرب - في أعمال غير مقدسة، بل نصرفها في خدمته، ونُتاجِر بوزناتنا حتى يجيء.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net