الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 22 أكتوبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الفرح بالكلمة (2)
أَ لَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِبًا فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا الْكُتُبَ؟ ( لوقا 24: 32 )
تأملنا في الأسبوع الماضي في واحد من أهم مصادر الفرح للمؤمن في هذا العالم؛ كلمة الله، وعن الأسباب الكثيرة التي تدعو إلى ذلك. ونواصل اليوم المزيد من التأملات عن كلمة الله التي هي:

(4) ترنيمات السائحين: «ترنيمات صارت لي فرائضك في بيت غُربتي» ( مز 119: 54 ). ونحن نعرف أن الترنُّم هو دليل الفرح. فما الذي يُفرِّح الغريب في هذا العالم، سوى كلام الله؟ ويُخبرنا العهد الجديد أنه نتيجة سُكنى كلمة المسيح في قلوبنا بغنى، يأتي الترنيم الذي يُعَبِّر عن الفرح ( كو 3: 16 ).

والغرباء في بلدٍ بعيد عن وطنهم عادةً عندما يَلتقون معًا، يلَّذ لهم أن يتكلَّموا عن الوطن، وعن آخر أخباره، وعن موعد سفرهم إليه. وهكذا نحن نعرف أخبار السماء من الكلمة الإلهية، ويلَّذ لنا أن نتكلَّم بها مع بعضنا البعض. وكم من المرات عندما اجتمع الإخوة معًا، وتحدَّثوا من الكتاب المقدس، ختموا فرصتهم بالترنُّم عن الأبدية السعيدة، ومنازل بيت الآب المجيدة!

(5) أحاديث المسافرين: كانت الوصية في العهد القديم بخصوص الكلمة الإلهية أن يتكلَّم بها الإسرائيلي التقي وهو في الطريق ( تث 6: 7 ). وهذا ما عمله المسيح المُقام من الأموات في لوقا 24. لقد كان تلميذا عمواس في منتهى الحزن واليأس، ضاع منهما الأمل واستبَّد بهم الألم، فما الذي أخرجهما من حالتهما، بل وأبدلها بالفرح؟ إنه الكتاب المفتوح. ليس أن المسيح كان معه نسخة من الكتاب المقدس في يديه، بل كانت الشريعة في وسط أحشائه، فلما فتح الكتاب وشرحه لهما، التهب القلب. صحيح الذي كان معهما هو يسوع المُقام، ولكنه قصد أن يُكلِّمهما ويشرح لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب، قبل أن يعرفا حقيقة شخصه، والتهب قلبهما ليس عندما عرفاه، بل كما قال أحدهما للآخر: «أ لم يكن قلبُنا مُلتهبًا فينا إذ كان يُكلِّمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب؟».

يقول الحكيم: «الغمُّ في قلب الرجل يحنيهِ». وما أكثر الأشياء التي من شأنها أنها تحني نفوسنا وتملأ قلوبنا بالغم، كما كان في ذلك اليوم مع تلميذي عمواس! لكن «أ ليسَ بلسانٌ في جلعاد؟». نعم، إنه كلمة الله. لذا يستطرد الحكيم قائلاً: «الكلمة الطيبة تُفرِّحهُ» ( أم 12: 25 ). ونحن لدينا حقًا الكلمة الطيبة التي تُفرِّح!

كلامُ ربِّي لَذَّتي للدَّهـرِ لا أنسَاهْ
وبوَصايـاهُ أنا ألهَجُ في الحياهْ

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net