الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 23 أكتوبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مع الرعاة من السماء للمذود
لاَ تَخَافُوا! ... أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ ( لوقا 2: 10 ، 11)
- الإعلان للرعاة: فاز الرعاة وحدهم، بإعلان سماوي كامل، عن ميلاد ربهم، يوم حدوثه. فشمل زمان ولادته (اليوم)، والمكان (في مدينة داود)، ودائرة اختصاصه (اليهود .. لكم)، وتعريف المولود (المسيح - المسيَّا .. الرب)، ومجده؛ إنه المُخلِّص للبشر، والمُمجِّد لله في الأعالي، والمُستحضِر السرور للناس، والسلام للأرض.

- التجاوب مع الإعلان: تجاوب الرعاة فورًا مع إعلان السماء، ففور مضي الملائكة عنهم، ذهبوا لينظروا ما اختصتهم به النعمة. وفي بساطتهم وسرعتهم لم يفكروا حتى في هدية لربهم، لكنهم جاءوا مُسرِعين ( لو 2: 16 ). ونِعْمَ ما فعلوا!!

- بركات التجاوب مع الإعلان: (1) فاز رعاة الغنم برؤية ربهم في المذود، يوم ميلاده. (2) وما أروعه اجتماعًا حول الحبيب وهو في المذود! وكم كان حديثهم (سجودهم) مُنعِشًا للمُطوَّبة ويوسف ورب المجد وهم يُخبرون بما رأوه وسمعوه. يقينًا تساءلت المطوَّبة في قلبها: أ يمكن أن تكون هذه إرادة السماء لربها أن يُولَد سَيِّدها في وسط البهائم (نقولها بكل احترام)، ويُوضَع في مذود؟! ولكن ها هم الرعاة مؤكدين لها أن السماء أعطتهم علامة وحيدة؛ «تجدون طفلاً مقمطًا مضجعًا في مذود». تخيَّل معي كم انتعشت نفسها وهي تسمع وتحفظ في قلبها أن هذه إرادة ربها! وإذ بالرعاة يعلنون أن السماء أخبرتهم أيضًا أن هذا هو المسيَّا الرب المُخلِّص. ما أجمله تشجيعًا سماويًا ليوسف مَن شك في بداية حَمل المطوَّبة! وأما حديثهم عن الجمهور الملائكي المُسبِّح القائل: «المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرَّة»، فهو تحية وسجود من الملائكة لرب البشرية الموجود في المذود. فها هي ملائكته تُرسل تحياتها لخالقها قائلة ألف مبروك للمتجسِّد العظيم، بلغة سماوية مباركة. (3) شرَّفتهم النعمة بالشهادة لآخرين أيضًا «وكل الذين سمعوا تعجَّبوا ممَّا قيلَ لهم من الرعاة». (4) بدأت رحلتهم القلبية والسماء تُسبِّح لهم، وانتهت «وهم يُمجِّدون الله ويُسبِّحونَهُ (في طريق عودتهم) ...» ( لو 2: 20 ).

- دروس عملية: ما أروعه نموذجًا للتجاوب مع الإعلان الإلهي! فما أخذوه من يديه (من السماء) وضعوه فورًا عند قدميه. وهذا هو السجود الراقي ونحن حول الحبيب. أن ننتظر إعلان السماء الكامل للمحة من مجدهِ. وفور إشراقها في قلوبنا نضعها عند قدميه. ونخرج من اجتماعنا إليه ونحن نُسبِّح ونُمجِّد الله، ونشهد لآخرين من حولنا بما رأينا وسمعنا.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net