الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 25 أكتوبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لقاء في الهواء
فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ ( 1كورنثوس 15: 52 )
قديمًا سَرَت موجة من الحزن بين القديسين في تسالونيكي لمَّا رأوا أن بعضًا من إخوتهم المؤمنين الذين كانوا ينتظرون مجيء الرب في وقتهم، يُؤخَذُون بالموت، بينما كان الرجاء في قلوبهم يقينيًا وحيًا. ونفس الشعور يغلِب في هذه الأيام على أحباء مؤمنين يتوقعون تحقيق الرجاء المبارك، لكنهم يُرَوْن في وطأة المرض ومضاعفات الشيخوخة، وفيما يسمعون من أخبار رقاد أعزاء لهم، في كل هذا يَرون ما يُخيفهم من أن يُدركهم الرُقاد قبل لحظة الاختطاف.

هؤلاء الأحباء يجدون بكل تأكيد تعزية قوية إذا هم تذكَّروا كلمات بطرس: «لا يتباطأ الرب عن وعدِهِ كما يحسب قومٌ التباطؤ، لكنه يتأنى علينا، وهو لا يشاء أن يهلِك أُناسٌ، بل أن يُقبِل الجميع إلى التوبة» ( 2بط 3: 9 ). وبكل تأكيد يذهب عنهم الشعور بالكآبة إذا هم صلُّوا من أجل خلاص أحبائهم وأصدقائهم وبَنيهم وبناتهم، ومن أجل البعيدين عن الرب من عائلاتهم، حتى ينالوا نصيبًا مع المُقدَّسين.

صحيح هناك أفضلية في أن نُخْطَف دون أن نرى الموت. «لسنا نريد أن نخلعها (نخلع خيمة الجسد) بل أن نلبس فوقها (نلبس الجسد المُمجَّد)، لكي يُبتلَع المائت من الحياة» ( 2كو 5: 4 ). لكن إن كانت مشيئة الله أن يرقد البعض منا فلا يُدركهم الاختطاف، لغرض ثمين في قلب الرب، وهو أن يمد في حبال النعمة، لكي يجتذب نفوسًا على حافة الهلاك الأبدي، فهذا وحده كافٍ لتعزيتنا. والخسارة ليست بهذا المقدار حتى نفضِّل أن يلحقنا الاختطاف قبل أن يلحقوا هم شاطئ النجاة.

إن بهجة الوجود مع المسيح والاستمتاع بكل حلاوة الخلاص وبركات الفداء هي النصيب المحفوظ لنا، حتى وإن رقدنا. بل إننا نستطيع أن نقول: إن الانطلاق لتكون النفس مع المسيح ليس مُجرَّد من الامتيازات المباركة والمُبهجة، وما هي إلا فترة طالت أو قَصُرت ولا بد من مجيء الرب لتغيير الأجساد، ما دخلَ منها القبور (وهذه ستتغير أولاً)، وما كان منها باقيًا على قيد الحياة. إذن لماذا ننظر إلى الموت بمنظار قاتم؟ إن الرب يحفظ لنا الخير خالصًا، ولا شيء غير الخير نصيبًا لنا من يديه. إنه رحيم بنا وحنَّان علينا في كل ما يسمح به.

إن عاجِلاً أم آجِلاً سأرقُبُ الصباحْ
تَنقشِعُ كلُّ الغُيُومْ إذا مَا الفجرُ لاحْ

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net