الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 24 أكتوبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا تحكموا حسب الظاهر
فَقَالَ الْمَلِكُ لِصِيبَا: مَا لَكَ وَهَذِهِ؟ ... وَأَيْنَ ابْنُ سَيِّدِكَ؟ ... هُوَذَا لَكَ كُلُّ مَا لِمَفِيبُوشَثَ ( 2صموئيل 16: 2 - 4)
بالرغم من أن داود كان مُتشككًا من جهة غياب “مفيبوشث” وحضور “صِيبَا” وهديته التي أحضرها، وهو ما يظهر من سؤاله عن الهدية: «ما لكَ وهذه؟»، لكنه لم يفحص الحقائق، وصدَّق “صِيبَا” معتمدًا على أقواله، وتسرَّع وأعطى كل ممتلكات مفيبوشث لهذا العبد ( 2صم 16: 1 -4).

وإنه أمر غريب يدعو للأسف أن نرى داود يُصدِّق أكاذيب “صِيبَا”! فكيف يستطيع إنسان عاجز مُقعَد أن يطمع في الوصول إلى المُلك؟! لقد خُدِع مفيبوشث وهو لا يملك أن يفعل شيئًا ( 2صم 19: 26 )، وداود تسرَّع وصدَّق القصة المُختلقَة التي رواها “صِيبَا”، الذي لم يلتصق بداود، ولم يُصاحبه ليُشاركه في رفضه وتغرُّبه! لقد اكتفى بتقديم الهدية فقط، وعاد ليهتم بأحوال الأرض!

كان داود مُتعَبًا، مجروحًا داخليًا وبشدة، ولم يكن هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ قرارات مصيرية تتعلَّق بأشخاص ارتبط بهم عاطفيًا، ولكنه تعجَّل في اتخاذ قرار بإعطاء صيبا كل مُتعلقات مفيبوشث. لقد تسرَّع داود وأساء الظن بمفيبوشث، وذلك لأنه حكم حسب الظاهر، وأعطى أُذنيه لافتراء غير مُؤكد وغير مُبرهَن، ضد شخص غائب لا يملك الدفاع عن نفسه. وكانت مشكلة داود أنه حكم بناءً على ظواهر الأمور، وليس على أساس بواطن الأمور وخفاياها وواقعها الفعلي، لذا لم يكن حُكمه عادلاً. والمناظر دائمًا خادعة، والعيان دائمًا مُضلِّل ( 1صم 16: 7 ).

أيها الأحباء: يجب أن نحترص لأنفسنا لئلا نتخذ قرارات غير حكيمة على أساس معلومات غير كاملة وغير مؤكدة. «لا تحكموا حسب الظاهر بل احكموا حُكمًا عادلاً» ( يو 7: 24 ). فالرب يُحذّرنا من أن نُصدر أحكامًا عندما لا نمتلك كل الحقائق.

وتقول كلمة الله: «لا يقوم شاهدٌ واحدٌ على إنسان في ذنبٍ ما أو خطيةٍ ما من جميع الخطايا التي يُخطئ بها. على فم شاهدين أو على فم ثلاثة شهود يقومُ الأمر» ( تث 19: 15 ). ولا يُمكننا الاعتماد على الإشاعات المنتشرة أو الاغتياب والنميمة، كل هذه يجب عدم الالتفات إليها مُطلقًا «على فم شاهدين وثلاثة تقوم كل كلمة» ( 2كو 13: 1 )، وحتى بعد هذه الشهادة يجب أن الشخص المشكو في حقه، أن يُحَاط علمًا بالاتهام الموَّجه ضده، ويجب أن يُعطى الفرصة ليدافع عن نفسه، ويفند ويدحض الاتهامات الموجَّهة نحوه. وكما قال واحد: إن الله أعطانا أُذنين لنسمع من الطرفين.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net