الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 27 أكتوبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شمشون وأُحجيته
مِنَ الآكِلِ خَرَجَ أَكْلٌ، وَمِنَ الْجَافِي خَرَجَتْ حَلاَوَةٌ ( قضاة 14: 14 )
في مناسبة نزوله لخطبة المرأة الفلسطينية، نقرأ عن أولى ضربات شمشون القوية. هاجمه أسد، فمزقه شمشون «شقه كشق الجدي، وليس في يدهِ شيءٌ» ( قض 14: 6 ). لم يكن قد أضاع قوته بعد، ولا كان قد تدنس بعد بالشركة والاتحاد مع الفلسطينيين.

نحن نعرف معنى الأُحجية التي نطق بها شمشون على أثر نُصرته على الأسد. كان قد نزل بعد هذه المعركة بأيام فوجد دبرًا من النحل يحتل جوف الأسد. فأخذ من جوفهِ عسلاً وأكل وقدَّم منه لأبويهِ. ولمَّا نزل ليأخذ زوجته، عرَض أُحجيته على أصحابه «من الآكِل خرجَ أَكلٌ، ومن الجافي خرجت حلاوةٌ».

نعرف التفسير المألوف لهذه الأُحجية: الشيطان هو الآكِل؛ الأسد «إبليس خصمكُم كأسدٍ زائر، يجولُ مُلتمِسًا مَن يبتلعُهُ هو» ( 1بط 5: 8 ). وكما كان في هزيمة الأسد فرصة للحصول على الطعام، هكذا حينما كنا أسرى الشيطان وتحت سطوَتهِ، جاء ربنا المبارك وغلَبه «لكي يبيد بالموتِ ذاكَ الذي له سلطانُ الموت، أي إبليس» ( عب 2: 14 ). لقد كانت سيادة الشيطان علينا فرصة للمسيح لكي يقهره. وهذه الفرصة بالذات صارت وسيلتنا للحصول على طعامنا الروحي، أفخر أطعمة السماء، عسل من الجوف. صحيح أنه من صليب المسيح خرجت كل حلاوة وكل طعام. وليس مَن يشك أنه حينما انهزم الشيطان عند الصليب، فُتِح الباب على مصراعيه؛ باب بيت الكنز الإلهي، ومن موارده التي لا تفرغ، أخذنا طعامنا الدائم. لأنه قتل الأسد الذي كان في الطريق.

ولكن دعنا نُطبِّق الأُحجية على اختباراتنا. فنحن نقول: في قوة الإيمان وُجِدَت حلاوة كنتيجة لهجوم الشيطان. خُذ مثلاً: لقد زمجر عليك بنوع خاص من التهديد، بنوعٍ خاص من التجربة لاقيته، وهزمته، وإذ استطعت أن تقهره وجدت لنفسك وجبة روحية، أُكلاً روحيًا. ويبدو أن هذه الفكرة مستوحاه من المزمور الثالث والعشرين «تُرتب قدامي مائدةً تُجاه مُضايقيَّ».

وكذلك نجدها عند التطبيق على المجموع. فقد يُهدِّد العدو جماعة من شعب الله؛ وهم في بساطة إيمانهم يُصادفونه ويشقونه، ويُمزقونه؛ تطبيقًا لكلمة الله «قاوموا إبليس فيهرب منكم» ( يع 4: 7 )، فلا تبقى له قوة أكثر من قوة جَدْي. وكنتيجة لمُلاقاة الشيطان وهزيمته يجد القديسون أدسَم وجبة روحية لنفوسهم. وكم كانت هجمات العدو فرصة لبركات حقيقية كاملة!

صموئيل ريدوت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net