الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 28 أكتوبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إقامة ابن أرملة نايين
قَالَ: أَيُّهَا الشَّابُّ، لَكَ أَقُولُ قُمْ! فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ ( لوقا 7: 14 ، 15)
ينفرد إنجيل لوقا بذكر هذه الحادثة لأنها تتفق وغرض إنجيله، لأن إنجيل لوقا يُكلِّمنا عن الرب كابن الإنسان أو الإنسان الكامل. وهذه الحادثة التي هي موت ابن وحيد لأرملة تهز أعطاف القلب، وتؤثر كل التأثير في العواطف الإنسانية. والرب كالإنسان الكامل كانت له العواطف الإنسانية الرقيقة، والقلب المحب العطوف الذي يتحنَّن على أرملة فقدَت وحيدها، فيُعيده إليها. ومعنى كلمة “نايين”: “جميل”. ولكن هذه المدينة التي يُشير اسمها إلى الجمال، نراها تُشوَّه بالموت. وما أشبهها بالعالم الذي نعيش فيه! لقد خلق الله كل شيء فيه حسنًا، ولكن هذا الحسن نراه يُشوَّه بالخطية، والخطية يتبعها الموت «لأن أُجرة الخطية هي موتٌ» ( رو 6: 23 ). والخطاة أموات بالذنوب والخطايا. وكما أن هذا الميت نراه محمولاً على أكتاف غيره، هكذا الخطاة أيضًا كما يقول إشعياء: «آثامنا كريحٍ تحملُنا» ( إش 64: 6 ). والشريعة الموسوية عندما تُحدِّثنا عن الأسماك الطاهرة والأسماك غير الطاهرة تقول لنا: إن الأسماك الطاهرة هي التي لها زعانف تشق بهما المياه وتذهب حيث تشاء، أما الأسماك غير الطاهرة فهي التي لا زعانف لها فيحملها التيار إلى حيث لا تشاء. هكذا الخطاة، إنهم لا يستطيعون توجيه أنفسهم، بل آثامهم تحملهم، والتيار يقودهم إلى حيث لا يشاؤون.

لقد تقدَّم الرب إلى النعش ولمَسه، فوقف الحاملون، وقال: «أيها الشاب، لكَ أقولُ: قُمْ!». وهكذا اقترب الرب إلينا كخطاة حيث كنا، وقال لكلٍ منَّا: «قُمْ!». وفي هذا يتم القول: «تأتي ساعة وهي الآن، حين يسمع الأموات صوت ابن الله، والسامعون يَحيون» ( يو 5: 25 ). هذه الساعة ليست ستين دقيقة، بل هي فترة من الزمن بدأت من أيام الرب، ولا تزال مستمرة إلى الآن. ولا يزال الأموات بالذنوب والخطايا يسمعون صوت الرب الحنون، مُتكلِّمًا لكل واحد بكلمة الله، والسامعون يقومون من قبور خطاياهم. «فجلس الميت»، وكما جلس الميت هكذا كل مَن يُشفى من داء الخطية يجلس. إن الهدوء والاطمئنان هما أول ما يبدو من تغيير في الشخص المؤمن.

وبعد أن جلس الشاب «ابتدأ يتكلَّم». ولا شك أن أقوال المؤمن تختلف عن أقوال الخاطئ. المؤمن يُكلِّم الله؛ أي يصلي. «فدفعَهُ إلى أُمهِ»، ونستطيع أن نرى في ذلك إشارة إلى كلمة الله، لأنها هي التي بها وُلِدنا «شاء فولَدنا بكلمة الحق» ( يع 1: 18 ). وفيها لنا اللبن العديم الغش ( 1بط 2: 2 ).

وارين ويرسبي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net