الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 12 نوفمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مكثا عنده
قَالَ لَهُمَا: تَعَالَيَا وَانْظُرَا. فَأَتَيَا وَنَظَرَا أَيْنَ كَانَ يَمْكُثُ، وَمَكَثَا عِنْدَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ ( يوحنا 1: 39 )
في يوحنا 1: 35- 41 نقرأ عن اجتماع صغير. ولقد أتت الإشارة إلى هذا الاجتماع بعد الإشارة إلى «حَمَل الله» (ع35)، حيث مكث التلميذان مع الرب في ذلك اليوم. ويُمكننا أن نرى في هذا الاجتماع صورة لاجتماع الكنيسة حول الرب في الوقت الحاضر.

لقد سأل التلميذان المسيح قائلين: «أين تمكث؟». ونحن أيضًا نسأل: أين يُمكننا أن نجد المسيح طوال هذه الفترة الحاضرة بعد موته وقيامته؟ الإجابة: إنه هناك وسط قديسيه. وطوال هذه الفترة السعيدة من تاريخ البشرية، فإنك إن أردت أن تتقابل مع المسيح فيُمكنك أن تتقابل معه، فهو هناك وسط كل اثنين أو ثلاثة يجتمعون إلى اسمه. إنه حقًا «الراعي بين السوسَن» ( نش 2: 16 )؛ «في وسط الجماعة» ( مز 22: 22 )؛ بل «وفي وسط الكنيسة» ( عب 2: 12 ).

إن ما يُميز الكنيسة حقًا هو “اجتماعنا إليهِ”. لن نقرأ في اليوم التالي عن مثل هذا الاجتماع، بل سنقرأ عن تحرُّك الرب وتلاميذه يتبعونه، ولو أننا سنقرأ عن اجتماع بل وعرس في اليوم الثالث. فيبدو أنه بعد الاختطاف، ونظرًا لظروف الاضطهاد والضيقة، سيُحرَم الأتقياء في الزمان الآتي من هذا الامتياز العظيم. حقًا ما أعظم امتيازنا: أن نجتمع إلى اسم الرب وهو يحضر في وسطنا! وحتى لو كانت الاجتماعات ضعيفة؛ مجرَّد اثنين أو ثلاثة، لكنها بركة عظمى سيُحرَم منها الأتقياء في الضيقة. والسؤال الهام: هل نحن نُقدِّر هذا الامتياز العظيم: “اجتماعنا إليهِ”؟

وقبل أن يُحدِّثنا البشير عن هذا الاجتماع الصغير، يقول عن التلميذين: إنهما «تبعا يسوع». إلى أين تبعاه؟ لا يذكر لنا الوحي. لقد سارا خلفه، وأخيرًا «مكثا عنده». فالمكان هو «عندَهُ». بكلمات أخرى: لا يهم المكان، بل المهم إنهما معه، ذلك الغريب!

إذًا فنحن نجد في هذا اليوم؛ أولاً: شهادة للمسيح باعتباره حَمَل الله، ثم تبعيته إلى مكان غير مُحدَّد وغير معلوم. وفي هذا المكان فإننا نرى المسيح غريبًا بين غرباء، أو بتعبير أكثر دقة: الغريب وسط الغرباء.

يقول البشير: «فأتيا.. ومكثا عنَدهُ ذلك اليوم». ومع أن عبارة «مكثا» تفيد عادةً قضاء الليل (قارن مع لوقا19: 5، 7؛ 24: 29)، فإن البشير يوحنا لم يَقُل إنهما مكثا عنده تلك الليلة. فالليل بحسب كتابات يوحنا؛ سواء في الإنجيل أو سفر الرؤيا، يُعبِّر عن ظلمة الشك والوحشة والأحزان والمخاوف. وهذه كلها ليست موجودة في حضرته.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net