الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 29 نوفمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عند القبر
أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي و َلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا ( يوحنا 11: 25 )
في يوحنا 11 يترك الرب مرض لعازر ينتهي بالموت، ويبقى حيث هو إلى أن يصير في إمكانه أن يقول: «لعازر حبيبُنا قد نامَ»، إذ في هذا يستطيع أن يُظهِر نفسه في تلك الصورة الجديدة من صور المجد الإلهي العجيب «لكني أذهبُ لأُوقِظه». ذلك لأنه عند القبر وليس فقط عند سرير المرض كان يستطيع أن يتمجَّد في إعلان ذاته. أي نعم، في مكان نُصرة الخطية بحسب الظاهر، وفي مكان ثمرها الكامل، كان يجب أن يُرى «مجد الله». فما مِن بقعة أقل من هذه كانت تليق لإعلان ذلك المجد في أروع مظاهره. وهناك أيضًا كانت فرصة لدى التلاميذ لكي يتعلَّموا ويُدركوا ما كان في شخصهِ من مخازن البركات التي لا تنضُب، والتي فيها السدَاد لجميع حاجاتهم.

إن كثيرًا من المجد الإلهي قد أُظهِر من قبل في شخص المسيح وأعماله، لأفراد بيت عنيا، وكذا للتلاميذ الذين اجتمعوا حول قبر لعازر. فأندراوس وفيلبس كانا قبل ذلك بوقتٍ طويل في حضرة حَمَل الله، كما أعلن عنه يوحنا المعمدان، مُعلِّمهما السابق، وقد تركاه سعداء راضين (يو1). وبطرس قد اعترف به كمَن عنده كلام الحياة الأبدية (يو6). ويوحنا ويعقوب ومعهم أيضًا بطرس قد عايَنوا التجلِّي (مت17). وآل بيت عنيا المحبوبون كانوا قد رحَّبوا به مِرارًا، وخدموه بكل ما كان في وِسعهم، وسمعوا كلامه بقلوب متلهفة (لو10). كل هؤلاء كانوا مِن ضمن الشهود العديدين الذين شهدوا مرات عديدة عن يسوع، وعايَنوا أمجاده في مواقف كثيرة، وها هم الآن واقفون بين الجماهير المجتمعة حول قبر لعازر، ومع ذلك فقد أظهروا كلهم – لا فرق بين كبيرهم وصغيرهم – جهلهم المُطبَق بالمجد الكامل الذي كان له، وبمصادر الخير والقوة الإلهية التي كانت متوفرة في شخصه. لم يكن بينهم في تلك اللحظة مَن كان يعرف أن المسيح يستطيع أن يقول عن نفسه: «أنا هو القيامة والحياة». فقد كانوا كلهم يتكلَّمون عن الموت، وأفكارهم كلها دائرة حول الموت. أما من حيث القيامة فلم يكن عندهم سوى ذلك الأمل في اليوم الأخير (ع24). ولم يكن بينهم ولا واحد يعرف سر “القيامة الأولى”. فقد عرفوه كالمسيح، وذهبوا إليه كخطاة، وعايَنوا مجده عند قبور أرواحهم (إن جاز هذا التعبير)، ولكنهم للآن لم يكونوا قد تعلَّموا أنهم سيُعاينوه أيضًا عند قبور أجسادهم، إذا ما شاءت مَسَرَّته الصالحة أن يفعل ذلك.

فخيمتي قدْ تُنقَضُ يومًا ولا أدري متى
لكنَّ فوقُ في السَّما أَعدَّ ربي لي بِنا

إسحق لوزا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net