الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 5 نوفمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ينابيع الفرح الحقيقي
اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا ( فيلبي 4: 4 )
الفرح هو تيار من المشاعر المُحبَّبة المرغُوبة، يتدفَّق داخل الكيان البشري، في ظروف مُعيَّنة، يجعل الشخص يُحب اللحظة التي يحدث فيها هذا، ويتمنى استمراره. وهو رَدّ الفعل الإنساني مع الأشياء المُحبَّبة والمرغوبة، سواء محسوسة أو مرئية أو مُدرَكة بالذهن.

الفرح الحقيقي هو من نصيب المؤمن المسيحي، الذي وُلِد من الله، وقَبِل المسيح مُخلِّصًا شخصيًا له، ومن وقتها تم فيه القول: «ذهبَ في طريقهِ فرحًا» ( أع 8: 39 ). وهذا الفرح نصيب دائم غير متقطع «افرحوا كل حين» ( 1تس 5: 16 )، فهو مُتاح له كل وقت، وكل الوقت. واللحظة التي يُحرَم فيها من هذا يعني أن هناك خطأ ما. فالذي يُعطل هذا الفرح؛ إما الخطية بكل صورها، أو تحوُّل القلب والعين عن المسيح، الانصراف عنه والمشغولية بسواه.

هذا الفرح هو نفس نوع فرح المسيح الذي عاش به على الأرض «لكي يَثبُت فرحي فيكم ويُكمَل فرحكم» ( يو 15: 11 ). وبالتالي هو فرح سماوي في نوعه، فيه يتذوَّق المؤمن عيِّنات من الأفراح التي ستغمره في السماء.

المؤمن ليس مستودعًا لهذا الفرح، لكن المسيح هو المستودع، والمؤمن يحصل عليه على قدر حجم اتصاله بهذا المستودع غير المحدود. فهو فرح في شخص، وطالما أن هذا الشخص يُسيطر على الحياة، ويوضع أمام العين والقلب، سوف يفيض الفرح.

جميع عطايا الدنيا ومسرَّاتها بدون المسيح لا تأتي بهذا الفرح. وحرمان المؤمن من كل العطايا في الوجود، لا ينزع هذا الفرح، طالما أن المسيح آخذ مكانه في الحياة. بل حتى المرض والألم والظلم والحرمان أو التجارب المتنوعة، لا تعيق سريان هذا الفرح. لقد جُلِد التلاميذ قديمًا «وأما هم فذهبوا فَرحين ... لأنهم حُسِبوا مُستأهلين أن يُهانوا من أجل اسمهِ» ( أع 5: 41 ). هذه الأشياء تمنع الأفراح الإنسانية المؤقتة العادية، لكنها لا تمنع فرح السماء.

الأفراح الإنسانية يحاول الشخص الحصول عليها، ويتعب في طريق ذلك ويُنفق، أما هذا الفرح فهو يتدفق تلقائيًا في كيان المؤمن الروحي طالما المسيح أمام القلب. إن الأفراح الإنسانية تستهلك القوة، أما هذا النوع من الفرح فهو يجدِّد القوة في كيان المؤمن «لأن فرح الرب هو قوتكم» ( نح 8: 10 ).

فرحًا أفرَحُ بالربِّ وفاديَ يسوعْ
والهَنَا والحقُ والمجدُ الذي يَملا الضلوعْ
ويُنيرُ الروحَ كلَ لحظةٍ

عصام عزت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net