الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 13 ديسمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ليس مثل الله يا يشورون
ليْسَ مِثْل اللهِ يَا يَشُورُونُ. يَرْكَبُ السَّمَاءَ فِي مَعُونَتِكَ، وَالغَمَامَ فِي عَظَمَتِهِ ( تثنية 33: 26 )
يا تُرى ماذا كانت كلمات موسى الأخيرة؟ إنه لم يتكلَّم عن حياته في قصر فرعون، ولا عن مواجهاته الجريئة مع فرعون، ولم يتكلَّم عن قيادته الماهرة لشعب عنيد لمدة أربعين سنة، في صحراء مُخيفة فيها الجوع والعطش والأعداء والحيَّات المُحرِقة، بل نطق في كلماته الأخيرة بهذا الإعلان الصريح: «ليسَ مِثْل الله». وكل مؤمن حقيقي عاش حياة الشركة مع الله لا بد أن يقول مع موسى عبد الرب: «ليسَ مِثْل الله»؛ «لأنه صالحٌ، لأن إلى الأبد رحمتَهُ» ( مز 106: 1 ).

- «ليسَ مِثْل الله» في جلاله وعظمته «عظيمٌ هو الرب وحميدٌ جدًا، وليس لعظمتهِ استقصاءٌ» ( مز 145: 3 ).

- «ليسَ مِثْل الله» في حكمته ومعرفته «يا لعُمق غنى الله وحكمتهِ وعِلمِهِ! ما أبعد أحكامه عن الفحص وطُرُقهُ عن الاستقصاء!» ( رو 11: 33 ).

- «ليسَ مِثْل الله» في قدرته، فهو القادر على كل شيء «لأنه قال فكان. هو أمرَ فصارَ» ( مز 33: 9 ).

- «ليسَ مِثْل الله» في صلاحه ورحمته «لأن الربَّ صالحٌ، إلى الأبد رحمته، وإلى دورٍ فدورٍ أمانته» ( مز 100: 5 ).

- «ليسَ مِثْل الله» في محبتهِ، فقد كنا نستحق الهلاك «ولكن الله بيَّن محبتَهُ لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا» ( رو 5: 8 )، «لأنه هكذا أحبَّ الله العالم حتى بذلَ ابنَهُ الوحيد، لكي لا يهلك كلُّ مَن يؤمن بهِ، بل تكون له الحياة الأبدية» ( يو 3: 16 ).

وهناك الكثير الذي نتعلَّمه عن الله في كتابه المقدس، فننادي للناس قائلين: «ذوقوا وانظروا ما أطيبَ الرب!» ( مز 34: 8 ).

- «ليسَ مِثْل الله يا يَشُورُون». “يَشُورُون” اسم إعزاز لشعب الرب قديمًا. وإذا راجعنا المناسبات التي ذُكِرَ فيها اسم “يَشُورُون”، نتعلَّم حقيقتين: الأولى أنه شعب مُتمرِّد «فسَمِنَ يشورُون ورفَسَ ... فرفض الإله الذي عمله، وغبيَ عن صخرة خلاصِهِ» ( تث 32: 15 ). ولكن من الناحية الأخرى نرى أمانة الله وسبب إحسانه لِيَشُورُون، إذ يقول الرب: «لا تخف يا عبدي يعقوب، ويا يشورُون الذي اخترته» ( إش 44: 2 )، فكم بالأولى نقول نحن: «ليسَ مِثْل الله» الذي اختارنا في المسيح قبل تأسيس العالم ( أف 1: 4 ).

إذ إنَّهُ في ابنِهِ قدْ إختارَنَا لِذا
دعَانا وبرَّرَنَا مجَّدَنَا كذا

أنيس بهنام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net