الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 14 ديسمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أقمصة من جلد
وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا ( تكوين 3: 21 )
في جنة عدن، جرَّد الشيطان الإنسان من رداء البراءة، وتركه عريانًا لا يصلُح لحضرة الله. ونرى تطبيقًا لذلك في الأصحاح العاشر من إنجيل لوقا في مَثَل الإنسان الذي نزل من أورشليم إلى أريحا، ووقع بين اللصوص «فعرَّوه وجرَّحوه، ومضوا وتركوه بين حيٍّ وميت». لقد كان ذلك الإنسان في طريقه المُنحدِر، معطيًا ظهره لمكان البركة، ذاهبًا تجاه مكان اللعنة، وفي جانب الطريق وُجِدَ «بينَ حيٍّ وميتٍ»؛ صورة لحالة إنسان عاجز، قد عرَّاه الشيطان وجرَّحه، وتركه ليموت.

وعندما اكتشف آدم وحواء حالتهما هذه، حاولا أن يعالجاها في الحال «فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر». ومن المُحتمل أنهما قد فكَّرا، كما نهج نهجهما كثير من نسلهما منذ ذلك الحين، بأنهما كانا يفعلان أفضل ما عندهما. ولكن مآزر التين لم تكن كافية لتجعلهما مُلائمين لحضرة الله، بل عندما سمعا صوت الله اختبأا منه، وهما لا زالا يشعران بأنهما عريانان. وكذلك دائمًا مع ثياب الإنسان التي يصنعها لنفسه، ولو أن الشيطان يُحرِّضه على صُنعها، ويوهمه بأنه متأنق في هندامه. «تكتسون»، يقول حجي: «ولا تدفأُون» ( حج 1: 6 ). وكذلك نقرأ في إشعياء 59: 6 بخصوص ذلك «خيوطهم لا تصيرُ ثوبًا، ولا يكتسون بأعمالهم»، «وكثوبِ عِدَّة كل أعمال برِّنا» ( إش 59: 6 ؛ 64: 6).

وبالرغم من وجود هذا المنظر المُحزن في تكوين 3، فلا ينتهي هذا الأصحاح دون أن يُخبرنا الروح القدس عن علاج الله لتلك الحالة «وصنع الرب الإله لآدم وامرأتهِ أقمصةً من جلد وألبسهما» (ع21). فمع أول لباس ارتداه الإنسان وهو مآزر التين، لم يكن لله شيء يصنعه، وكذلك مع أقمصة الجلد، لم يكن للإنسان شيء يصنعه، فقد كانت تلك الأقمصة التي من الجلد، مِنحة خالصة من الله، مُتكلِّمة عن المسيح نفسه «الرب برُّنا».

وهذه الأقمصة تُذكِّرنا بإحدى شرائع المُحرقة في سفر اللاويين التي عيَّنت أن «الكاهن الذي يُقرِّب مُحرقةَ إنسان فجلد المُحرقة التي يُقرِّبُها يكون لَهُ» ( لا 7: 8 ). فالمحرقة كانت تُصوِّر صورة إلهية عن عمل المسيح الكامل في كل قبوله التام، «قُربانًا وذبيحةً لله رائحة طيبة». وقد كان محظورًا على الكهنة الاشتراك في تلك الذبيحة، لأنها كانت تُحرَق كلها على المذبح لله، ولكن كان على أولاد هارون أن يشاهدوا ذلك، وكان الجلد يؤول إليهم، وبه يكتسون. إنه مثال جميل لمقام المؤمنين “كمقبولين في المحبوب”.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net