الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 2 ديسمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قصد الله الثابت
هَلُمَّ فَأُرِيَكَ الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَرُوفِ .. لَهَا مَجْدُ اللهِ، وَلَمَعَانُهَا شِبْهُ أَكْرَمِ حَجَرٍ كَحَجَرِ يَشْبٍ بَلُّورِيٍّ ( رؤيا 21: 9 - 11)
لعلَّنا نتعجَّب إذا عرفنا أنَّ أول مَن تزيَّن بالحجارة الكرٍيمة كان الشيطان قبل أن يسقط ( حز 28: 13 )، ولقد كان الغرض من ذلك هو أن يعكس ويُظهِر مجد الله، ولكنه فشل في ذلك عندما دخله الكبرياء، وهكذا طرحه الله، وكفَّ عن أن يكون عاكسًا لمجده وجماله.

إلاَّ أننا نجد أن أول إشارة في الكتاب المقدس إلى الحجارة الكريمة جاءت بالارتباط بتجديد الخليقة ( تك 2: 12 ). ومن هذا نفهم أنه بعد ما فشل هذا الكَروب في أن يُظهر مجد الله، أراد الله أن تعكس الخليقة شيئًا من مجده وجلاله: «السماوات تُحدِّث بمجد الله، والفلَك يُخبِر بعمل يديهِ. يومٌ إلى يوم يُذيع كلامًا، وليلٌ إلى ليل يُبدي عِلمًا» ( مز 19: 1 ، 2)، الأمر الذي أثار حقد الشيطان، أن يرى شيئًا سواه يمكن لله من خلاله أن يُظهِر مجده وقدرته، فكان منه أن أفسد الأرض، وهكذا يُطالِعنا سفر التكوين بحالة الأرض بعد أن خُرِّبت «وكانت الأرض خَرِبَة وخاليةً، وعلى وجه الغمر ظلمةٌ»!

بعد ذلك نجد أن الرب يُفرز لنفسه شعبًا ويدعوهم خاصته؛ “جواهره” ( ملا 3: 17 )، لكي يُتمِّم فيهم غرضه في أن يكونوا شهودًا له ( إش 43: 10 ). ولذلك نرى ضمن ثياب رئيس الكهنة؛ ثياب المجد والبهاء، صُدرة قضاء عليها اثني عشر حجرًا كريمًا، منقوشًا على كل منها اسم أحد أسباط إسرائيل الاثني عشر (خر28).

وكما أفسدَ الشيطان الأرض، أفسدَ أيضًا هذا الشعب، ونجح في أن يُحوِّلهم بعيدًا عن الرب، حتى إن الرب رفضهم كما رفض بيته الذي كان اسمه فيه ( 2مل 23: 27 )، وهكذا نرى مجد الله يُفارق الهيكل ( حز 10: 18 ). إلاَّ أن مشروع الله لا بد أن يتحقق، وغرض الله لا بد أن يتم. ففكر الله في أن يكون هناك مَن يُظهِر ويعكس مجده لا بد أن يتم، وهذا ما نراه في الكنيسة؛ عروس المسيح، والتي تكلَّم عنها الرب باعتبارها «لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن» ( مت 13: 46 )، والتي رآها يوحنا “المدينة المقدَّسة”، والتي أساسها مُزيَّن باثني عشر حجرًا كريمًا «لها مجد الله، ولمعانُها شبه أكرَم حجر، كحجر يَشب بلُّوري» ( رؤ 21: 10 -20).

نعم لا بد قبل أن يُسدَل الستار عن هذا العالم، وقبل أن تنتهي آخر فصوله، أن يرى الجميع الكنيسة وهي تُظهِر وتُعلِن مجد الله بكيفية عظيمة لم تحدث من قبل.

فيُعَرَّفُ السلاطيـــ نُ بِنا والرُّؤسا
حكمةَ اللهِ التي قدْ أُعلِنَتْ مِنَ السَما

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net