الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 1 ديسمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لوط السائر مع أبرام
وَلُوطٌ السَّائِرُ مَعَ أَبْرَامَ، كَانَ لَهُ أَيْضًا غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَخِيَامٌ ( تكوين 13: 5 )
كان يجب على لوط لا أن يسير مع أبرام فقط، بل مع الرب أيضًا. إن عبارة “يسير مع” تَنُّم عن وجود شركة، كما قيل عن أخنوخ «وسارَ أخنوخ مع الله» ( تك 5: 24 )، «هل يسير اثنان معًا إن لم يتواعدا؟» ( عا 3: 3 ). وعلى المؤمن أن تكون له شركة قوية بالرب أولاً، وأيضًا مع إخوته ( أع 2: 42 ). وإن لم تكن لنا شركة قوية مع الرب، فإن شركتنا مع إخوتنا تكون لها الشكل الظاهري، وباطنها المصالح الشخصية. وهذا ما نراه في حياة لوط؛ لقد كانت لهُ غنم وبقر وخيام، أي صارت له ثروة خاصة، وكانت المُخاصمة التي حدثت بين رعاة مواشي لوط ورعاة مواشي أبرام، بمثابة امتحان. ونتيجة الامتحان كشفت لنا ما في قلب لوط «فرفع لوطٌ عينيهِ ورأى كل دائرة الأُردن أن جميعها سقيٌ ... فاختارَ لوطٌ لنفسهِ كل دائرة الأردن، وارتحلَ لوط شرقًا. فاعتزلَ الواحد عن الآخر» ( تك 13: 10 ، 11). لم يَدَع لوط الرب يختار له، بل اختار لنفسه. وما ظنه راحة لنفسه، كان سبب مرارة «إذ كان البار، بالنظر والسَّمع وهو ساكنٌ بينهم، يُعذِّب يومًا فيومًا نفسَهُ البارة بالأفعال الأثيمة» ( 2بط 2: 8 ). لقد ارتحل شرقًا، والشرق يُرينا البُعد عن الله ( تك 4: 16 ؛ 11: 2). وانقطعت شركته مع الرب، ومع أخيه أبرام. وصارت شركته مع أهل سدوم الأشرار والخطاة لدى الرب جدًا؛ لقد طوَّح بنفسهُ وسط الأشرار.

وفي تكوين 14 نجد معاملات الله الحكيمة؛ لقد اندلعَت حرب عالمية مُنظمة بين أربعة ملوك وخمسة ملوك. وبهذه الحرب كأن الروح القدس يمسّ قلب لوط، ويريد أن يُعلِّمه درسًا. وكانت هذه الحرب بمثابة زلزال لإنهاض لوط من حالته. فكان على لوط - بعد أن أنقذه الرب بواسطة أبرام - أن يجلس أمام الرب ويقول له: “هذا نتيجة رفع عينيَّ واختياري لنفسي، لكني أخطأت، وعيني الآن نحوك، أخبرني إلى أين أذهب؟”. وبذلك كان يتقوَّى من ضعف ( عب 11: 34 ). لكنهُ ظل مكانه في سدوم، وبدلاً من أن يفهم فكر الرب من جهة الحرب، ويترك سدوم، استغل موقف الانتصار الذي حققه أبرام، وجلس في الباب كما يجلس الحكام «جاء هذا الإنسان ليتغرَّب، وهو يحكم حُكمًا» ( تك 19: 1 ، 9). وفاقد الشيء لا يعطيه؛ فحينما أراد أن يعمل عمل المبشر «كان كمازحٍ في أعيُن أصهاره» ( تك 19: 14 ). وأخيرًا صار لوط – بكل أسف - عِلّة وجود الموآبيين والعمونيين أعداء شعب الرب ( تك 19: 30 -38).

منسى ملاك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net