الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 22 ديسمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حبقوق وموارد النعمة
فَمَعَ أَنَّهُ ... فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلَهِ خَلاَصِي ( حبقوق 3: 17 ، 18)
كانت الأيام التي يعيش فيها حبقوق عصيبة من كل وجه، وقاسية من الناحية الزمنية ومن الناحية الروحية أيضًا:

(1) كان هناك عدو هائل ومَخوف (1: 7).

(2) كان عمل الرب في حالة الموت (3: 2).

(3) كان هناك جَدَب مادي وروحي (3: 17)؛ فالتينة (رمز الأُمة) لم يكن فيها ثمر ولا حتى زهر. والكرمة والزيتونة (رمز للأُمة أيضًا) لم تُنتِج خمرًا للفرح، ولا دُهنًا للإنعاش والتقوية. ولم يوجد طعام في الحقول: مجاعة مادية وروحية.

(4) أُهملت عبادة الرب تمامًا. ويُستدَل على ذلك من انقطاع الغنم من الحظيرة، وخلو المذاود من البقر (3: 17). والغنم والبقر هي قوام العبادة الرمزية.

ولكن شكرًا لله لأنه في وسط هذه الظروف القاسية كان لحبقوق موارد نعمة غنية استطاع أن يلجأ إليها فينتصر ويفرح ويسمو إلى المرتفعات. وهذه الموارد ذاتها هي لنا:

(1) كان لحبقوق مرصد يقف عليه، وحصن ينتصب عليه، ويراقب ليرى ويسمع ما يقوله له الرب (2: 1). ونحن نشكر الرب لأن لنا الكلمة المكتوبة التي «تَثبُت إلى الأبد»، وفيها لنا المواعيد العُظمى والثمينة. وهي السِراج الذي يُنير لنا السبيل أمامنا. وهي القادرة أن تبنينا وتعطينا ميراثًا مع جميع المُقدَّسين ( أع 20: 22 ).

(2) كان لحبقوق إيمان يحيا به، ثابتًا منتصرًا فوق كل الصعاب، مُتمسِّكًا بالرب نفسه «والبار بإيمانهِ يحيا» (2: 4).

(3) كان لحبقوق «صلاةٌ على الشجَويَّة» (3: 1)، ونحن لنا الامتياز الثمين بأن «نتقدَّم بثقةٍ إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونًا في حينهِ» ( عب 4: 16 ). هذا هو ملجأنا الأمين في كل حين ولا سيما في أوقات الشدة.

(4) كان لحبقوق الرب نفسه فرحًا وقوة «فإني أبتهجُ بالرَّبِّ وأفرَحُ بإله خلاصي. الربُّ السيد قوتي، ويجعل قدميَّ كالأيائِل، ويُمشِّيني على مُرتفعاتي» (3: 18، 19). لم يكن حبقوق ليستَمِّد فرحه من المصادر الأرضية بل من الرب نفسه. ولذلك لم يتأثر فرحه بجفاف كل الينابيع المنظورة بل استمر فرحه ثابتًا في الرب، وتحققت فيه معجزة الانتصار على الظروف المحيطة. وإذ لجأ حبقوق إلى هذه الموارد الغنية، لا عجَب إذا رأيناه يختم سِفره مُتهلِّلاً مُسبِّحًا لرئيس المُغنين على آلاته ذوات الأوتار، وهو ليس في المنخفضات بل طافرًا كالأيائل على مرتفعاته ( حب 3: 19 ).

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net