الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 25 ديسمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مشاعر المسيح
فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ ( متى 20: 34 ) «بكى يسوع» ( يوحنا 11: 35 )
تُعتبر أقصر آيات الكتاب المقدس، لكنها تَحوي أعمقَ المعاني؛ ففيها نرى ذاك الذي كان مُزمعًا أن يُقيم لعازر من قبرهِ بقدرة فائقة، يبكى مشاركةً للأُختين المتألمتين في رِّقة مشاعر حانية. ولم يكن هذا المشهد الوحيد الذي يحدِّثنا عن مشاعره النبيلة. فنظرة سريعة على الأناجيل، مراقبين متأملين حياته العَطِرَة، تعطينا صورة أوضح لمشاعر ذلك الإنسان الكامل والمثال العظيم.

* فنقرأ عنه أنه «لمَّا رأى الجموع تحنَّن عليهم، إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنمٍ لا راعيَ لها» ( مت 9: 36 ). وكم تكرَّرت عنه كلمة «تحنَّن» ( مت 14: 14 مر 1: 41 ) لتُعبِّر عن كيف تفاعل مع بؤس الإنسانية وحاجاتها! لمَّا أتاه أبرَص «تحنَّنَ يسوع ومدَّ يدَهُ وقال له: أُريد، فاطهُرْ!» (مر1: 41)، ليعطيهِ ما طلب، الطُهر من البَرَص، وكذلك احتياجه الذي لم يطلبه، لمسة المسيح الحانية لذاك الذي افتقد التلامس لزمانٍ طويل. ولا زال يتحنَّن على كل متألم معوز خائر حائر.

* وما أجمل مشهد الأطفال الصغار وقد «احتضنهم ووضعَ يديهِ عليهم وباركهُم» ( مر 10: 13 -16). وهو بعد ينتظر أطفالنا لنُقرِّبهم إليه ليباركهم. فهل نفعل؟!

* اسمعه يقول: «إني أُشفِق على الجمع، لأن الآن لهم ثلاثة أيام يَمكثون معي وليس لهم ما يأكلون. ولستُ أُريدُ أن أصرفهم صائمين لئلا يُخَوِّروا في الطريق» ( مت 15: 32 ). فلِمَن نذهب عدَاه في جوعنا الروحي وعطشنا؟

* بل وهو يقترب من أحداث النهاية، بكى على أورشليم نظرًا للمصير البائس الذي كان عليها أن تواجهه نتيجة لرفضها له ( لو 19: 41 -44)!

* ويا لروعته، حتى وهو مُعلَّق على الصليب في عمق الألم، نراه يهتم بأُمه مُشفِقًا عليها من الحزن والوحدة والألم؛ فيوصي عليها تلميذه المُخلِص يوحنا ( يو 19: 26 -27)!

لقد فاضت مشاعره أيام جسده فيَّاضة فغمرت احتياج مَن عايشوه. وما زالت مشاعره تنسَاب إلينا الآن وهو في المجد «رئيسُ كهنةٍ ... قادر أن يرثي لضعفاتنا ... مُجرَّب في كل شيءٍ مثلنا، بلا خطية .. قادرًا أن يترفق بالجُهَّال والضالين»، لذلك فحري بنا أن «نتقدَّم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونًا في حينهِ» ( عب 4: 15 ؛ 5: 2).

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net