الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 30 ديسمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
على بحر طبرية
قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: يَا غِلْمَانُ أَلَعَلَّ عِنْدَكُمْ إِدَامًا؟ ( يوحنا 21: 5 )
“يا غلمان” أو “أيُّها الأولاد”! ويا للرَّقة والتنازل في هذا التعبير الذي استخدمه ربنا فقط في هذه المرة الوحيدة! ونجد هذه الكلمة «أيُّها الأولاد» مرتين في كتابات يوحنا الحبيب، وهي تُشير إلى المؤمنين في أولى مراحل نمو حياتهم وأضعفها ( 1يو 2: 13 ، 18). ويا له من تعبير مناسب ولائق، في مواجهة حالة الضعف الكبير التي كانوا عليها، عندما خاطبهم الرب! وأي شيء كان يستحضر ضعفهم في المشهد أكثر من كلمات الرب القصيرة هذه؟ فعلى الشاطئ يقف شخص غريب يسألهم شيئًا ليأكل. ولم يستطيعوا رغم كل جهود الليل الطويلة أن يُزوِّدوه بشيء، فشِباكهم وقاربهم وأياديهم كانت فارغة، ولم يقدروا حتى أن يُشبِعوا جوعهم.

ومن قبل كانت لسمعان وابني زبدي تجربة سابقة مُماثلة، ولكن عندئذٍ قالوا له: «يا مُعلِّم، قد تَعبنا الليل كلَّهُ ولم نأخذ شيئًا» ( لو 5: 5 ). ولكن هنا لم يقدروا حتى أن يُكرِّروا نفس الكلمات، ولكن فقط صدرت كلمة «لاَ!» مقتَضَبة من شِفاههم. وكلمة «لاَ!» لا بد أن تكون الإجابة دائمًا إذا سئُلنا عما إذا كانت طرقنا الخاصة قد أتت لنا بأية فائدة تُذكَر.

«فقال لهم: ألقُوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن فتجدوا» (ع6). لا شك أنهم فعلوا ذلك مرات ومرات أثناء تلك الليلة، ولكن بالاعتماد على أنفسهم، وبدون الرب الذي سمح لهم أن يجتازوا تجربة مماثلة من قبل ( لو 5: 1 -11). وها هو نفس الشخص الذي أعدَّ حوتًا عظيمًا ليونان، وأعدَّ سمكة صغيرة لسمعان بطرس ليُساعده في المشكلة التي أدخل نفسه فيها ( يون 1: 17 مز 127: 2 ). «باطلٌ هو لكم أن تُبكِّروا إلى القيام، مؤخرين الجلوس، آكلين خبز الأتعاب. لكنه يُعطي حبيبَهُ نومًا» ( أم 10: 22 ). «بركَة الرب هي تُغنِي، ولا يَزيدُ معها تعَبًا» (أم10: 22). فبدونه لا شيء، ومعه كل شيء. هذا هو الدرس العظيم الذي نجده هنا.

ولكي نتعلَّم ذلك يجب أن نكون أولاً متضعين في أنفسنا، وأن نكون صغارًا في أعيُن نفوسنا. «فألقوا» (ع6)، أ فليس من الجدير بالملاحظة أنهم فعلوا ذلك بدون مُجادلة. وهم صيادو السمك المُحترفون، تصرَّفوا بناءً على مشورة الغريب غير المعروف؟ وهذا يُرينا إلى أي حد كانوا يائسين، عندما وصلوا إلى نهاية خبراتهم ومهاراتهم. ولكن عند مثل هذه النقطة بالضبط، نجد الرب حاضرًا ومُستعدًا ببركته الغنية «فألقَوا، ولم يَعُودوا يَقدرون أن يجذبُوها من كثرة السَّمَك» (ع6).

فريتز فون كيتسل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net