الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 5 ديسمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شهوات العالم أم مشيئة الآب؟
وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ الله فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ ( 1يوحنا 2: 17 )
شهوات العالم توجد اليوم وربما لا توجد غدًا. وتشمل: شهوة الجسد، شهوة العيون، وتعظُّم المعيشة. وكما ينسحب العالم من تحت أرجل مَن ماتوا، كذلك ينسحب مِن تحت أرجل المُلتصقين به. إن أعظم مَن يتمتع بالحياة هو مَن عرف أن يسبِّح الآب ويُمجِّد الابن ويمتلىء من الروح القدس.

- شهوة الجسد: تشمل كل شهواته الحسية والجنسية. وحصادها ليس سريعًا، ولكنه حتمي. وزارعو الشهوة يزرعون بالابتهاج والضحك ويحصدون بالدموع. قدَّر يوسف بن يعقوب الخطية حق قدرها، يوم وصَفها بأنها شر عظيم «فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟». وسر عظمته الحقيقية، أنه نفض الشهوة عن كيانه تمامًا.

- شهوة العيون (شهادات ومراكز وجمال): يوم دخلت الشهوة قلب حواء رأت الشجرة أنها شهية للنظر. أ لم ترَ حواء هذه الشجرة من قبل مرات؟ لقد رأتها. ولكن هذه المرة سارَ سُّم الشهوة في كيانها. والشهوة تدفع بإلحاح إلى ما هو عكس المشيئة الإلهية. حذار أن نجري لتعظيم ذواتنا أو تعلِيتها.

- تعظُّم المعيشة: يرتبط تعظُّم المعيشة بحياة الرفاهية من ملبَس ومسكن وممتلكات. والبعض يظن أن المقصود بالتمتع في قوله: «يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع» ( 1تي 17: 6 ) هو الرفاهية. ولكن لفظ الرفاهية غير موجود في قاموس الحياة الأبدية والتي أساسها الصليب.

- العالم الشهواني يمضي: كثيرًا ما ودَّع عالم الأمجاد الباطلة والمُتعة عُشاقه بضربات مروعة من غرق وانفجارات وأمراض مستعصية وهم في لَهوهم لاهون! وإن فلَت عشاقه من غدره، فالإنسان نفسه ماضٍ إلى بيتهِ الأبدي. وإن طالت غربته على الأرض فالجسد سيفقد حتى القدرة على الشهوة واللَّذة. فما هو العمل؟ فلنستمع لنصيحة النعمة:

«وأما الذى يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد». يُرينا الرسول طريقًا أفضل بل سماويًا، كل مَن سلكه بلغَ مُشتهاه، إنه طريق مشيئة الآب وخوفه. إنها حياة في رضاه في كل عمل وفكر. حياة القناعة بمشيئة الآب وكفى. والذي ينقاد أثناء سيره في هذا العالم (الطبيعي) ليس برغبات الطبيعة الساقطة، بل بما هو حسب الطبيعة الإلهية؛ بمشيئة الله سيثبت إلى الأبد. ومشيئة الله بما فيها من تمجيد لله وتسبيح وتشكرات وخدمة قلبية، وخدمات خفاء تثبت إلى الأبد.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net