الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 8 ديسمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسيح وموسى
مُوسَى كَانَ أَمِينًا فِي كُلِّ بَيْتِهِ كَخَادِمٍ ... وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَكَابْنٍ عَلَى بَيْتِهِ ( عبرانيين 3: 5 ، 6)
من الواضح أن ثَمة ظاهرة تشابه بين المسيح وموسى؛ كان المسيح أمينًا لله، وكان موسى أمينًا أيضًا في بيت الله. ولا يقصد بالبيت هنا خيمة الاجتماع وحسب، بل الدائرة بأكملها، حيث كان موسى يُمثل مصالح الله. إنه بيت إسرائيل؛ شعب الله الأرضي في القديم.

ولكن الشَبَه ينتهي في عبرانيين 3: 3. فالرب يسوع يُظهر من جميع الجوانب الأخرى تفوقًا لا جِدال حوله. إن الرب يسوع «قد حُسِبَ أهلاً لمجد أكثر من موسى، بمقدار ما لباني البيت من كرامة أكثر من البيت». كان الرب يسوع باني بيت الله، في حين لم يكن موسى سوى جزء من البيت. والرب يسوع أعظم من موسى لأنه الله. يجب أن يكون لكل بيت بانٍ، ولكن باني الكل هو الله «لأن كل بيت يبنيهِ إنسانٌ ما، ولكن باني الكل هو الله» ( عب 3: 4 ). والرب يسوع كان العامل الفعَّال في الخلق، إذًا لا مفر من الاستخلاص أن يسوع المسيح هو الله ( عب 1: 2 ، 10؛ يو1: 3؛ كو1: 16)..

كما أن المسيح، لكونهِ ابنًا، هو أعظم من موسى؛ “موسى كان أمينًا .. كخادم في بيت الله” ( عب 3: 5 يو 5: 46 )، أن يدِّل الناس على المسيَّا المنتظر. لقد شهد للأمور العتيد أن يُتَكلَّم بها، أي إلى البشارة المختصة بخلاص المسيح. وهذا ما دعا الرب يسوع إلى القول: «لأنكم لو كنتم تُصدِّقون موسى لكنتم تُصدقونني، لأنه هو كتبَ عني» ( عب 3: 6 ). وأما المسيح، فكان أمينًا على بيت الله «كابن على بيتهِ»، لا كخادم (عب3: 6). والبنوية، في حالتهِ هذه، تعني المُساواة مع الله. إن بيت الله هو بيته.

وفي ع6 يشرح الكاتب ما هو المقصود اليوم ببيت الله. إنه مؤلَّف من جميع المؤمنين الحقيقيين بالرب يسوع «وبيتُهُ نحنُ إن تمسَّكنا بثقة الرجاء وافتخاره ثابتةً إلى النهاية». قد يظهر أول وهلة أن هذا الكلام يُشير ضِمنًا إلى أن خلاصنا هو وقف على مدى ثباتنا. وفي هذه الحالة، يكون الخلاص ثمرة مواظبتنا، لا نتيجة لعمل المسيح الكامل على الصليب. ولكن المعنى المقصود هو أننا نُبرهن كوننا بيت الله إن كنا نَثبُت. فالمواظبة هي برهان حقيقة واقعة. إن الذين يفقدون ثقتهم بالمسيح وبمواعيده، ويرجعون إلى الطقوس وممارسة الشعائر اليهودية، يُظهرون أنهم لم يختبروا الولادة قط.

فأيُّ شخصٍ يا تُرَى نظيرُ شخصِهِ المُنيرْ
فما لهُ بينَ الورَى أو في السماواتِ نظيرْ

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net