الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 23 فبراير 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التدريب في حياة المؤمن
مَاتَ. فَصَعِدَتْ وَأَضْجَعَتْهُ عَلَى سَرِيرِ رَجُلِ اللهِ، وَأَغْلَقَتْ عَلَيْهِ وَخَرَجَتْ ( 2ملوك 4: 20 ، 21)
إن طريق الله لا تخلو مطلقًا من الاختبار والتدريب، لكن لا ينبغي أن نخلط بين ذلك وبين نتاج إخفاقنا. فالظروف التي لا نملك أن نتحكَّم فيها والخارجة عن نطاق سيطرتنا، يسمح بها الله، ولئن كنا لا نفهم الآن مخططاته الحُبية الحكيمة، لكن لنا اليقين بأن أمثال هذه الاختبارات إنما هي فرص ثمينة لمعرفته بطريقة أكثر قربًا مما لو لم تأتِ هذه الاختبارات. إن البرِّيَّة لا تتغيَّر عن صفتها كبرِّيَّة، غير أننا نقدر أن نعرف الله فيها، في موارد الإنعاش التي هيأها لنا.

إن سجل “مَارَّةَ” في حياة كثيرين ممَّن يسجلهم الوحي، حافل بالتعليم والتعزية ( خر 15: 22 -25). وحصيلة الاختبار في حالة كلٍ منهم تكشف عن هزيمة، كما تكشف أيضًا عن نُصرة. فهوذا نقرأ عن «امرأة عظيمة». كانت غنيَّة في معيشتها، إلا أنها كانت تاعسة إذ لم يكن لها ولد. على أنها طلبت ما لله، فجاءت لها الحياة قوية «جِدَّة الحياة». إلا أنها كان يجب أن تتعلَّم طابع القيامة لهذه الحياة، وقد جاء اليوم الذي فيه مات وليدها بين ذراعيها. ولكن انظر إلى إصرار إيمانها «فصعدت وأَضجعَتُهُ على سرير رجل الله، وأغلقت عليهِ وخرجت». في هذا القول نتبيَّن مبلَغ تأثرها بهذه “المَارَّةَ” في حياتها. فمضت في الحال إلى الله. لم تتوقَّف لتجلس قدام الميت، فالباب مُغلق عليه. والإيمان يُحلِّق بعيدًا عن أجواء رأس الشهر والسبت ( 2مل 4: 23 ). لم تسعَ هذه المرأة إلى مورد آخر غير الذي منه جاءت العطية أولاً. وإذ عادت إلى ذراعيها تلك الحياة الصغيرة، وعادت في كل قيمتها العظيمة، أدركت قوة ونعمة ذاك الذي قهر الموت.

لقد امتحن الله إبراهيم. كانت له اختبارات وثيقة بطرق الله. وآفاق الوعي الإلهي المُعطَى له وصلت إلى أبعد الحدود، ولكن جاء يوم قصد الله أن يختبر فيه ما إذا كانت كل موارد عيشته هي حقًا في ذاك الذي أعطاه ابنًا سمَّاه إسحاق؛ أي فرحة الإيمان. لقد كان لسنواتٍ عديدة مبتهجًا بحياة إسحاق، والآن هو يوشك أن يرقبه ميتًا. والرسول بولس، في تفسيره لحقيقة ما كان يتفاعل في نفس إبراهيم، كشف للمؤمنين العبرانيين عن عميق ثقة إيمانه ( عب 11: 17 -19). لقد أشرق اليوم الثالث - يوم القيامة - الذي فيه أعدَّ الله – لا الإنسان - الخروف للمُحْرَقَة. وهكذا في بوتقة مارة اختبره الله، ونظير الشونمية «العظيمة»، استرَّد ابنه من بين الأموات، وازداد في غنى معرفة الله.

دينيت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net