الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 22 فبراير 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الجهاد المسيحي
قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الحَسَنَ ... وأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ اَلْبِرِّ ( 2تيموثاوس 4: 7 ، 8)
تطرَّف البعض في فهم النعمة التي تُخلِّص بلا عمل من الإنسان، حتى ظنوا أن المسيحية حياة استرخاء. لكن الكتاب المقدس يعلِّمنا أنه، وإن كنا بالفعل نخلُص بلا عمل من جانبنا يؤهِّلنا للخلاص، فإننا بمجرَّد أن نخلُص نبدأ العمل، بل الجهاد. وبالتأكيد روح المسيحية بعيدة كل البُعد عمَّا يسميه البعض الجهاد المُسلَّح وعن فكر مُسَبّبي الحروب الصليبية بأطماعهم. لكن الجهاد في الكتاب هو الاجتهاد وبذل كل الجهد من أجل قضية هامة حيوية. وهو عكس الاسترخاء والرخاوة والكسل؟

وللمؤمن الحقيقي تحريضات على الجهاد في عدَّة نواحٍ، نذكر بعضًا منها:

1- في الحياة التقوية: فالحياة المسيحية الحقيقية تحتاج بذل الجهد لكي تظهر فينا. لذا نقرأ تحريضات مثل: «ولهذا عينهِ – وأنتم باذلون كل اجتهاد – قدِّموا في إيمانكم: فضيلة .. معرفة .. تعففًا .. صبرًا .. تقوى .. مودَّة أخوية .. محبة» ( 2بط 1: 5 - 7). هذه الصفات التي تعكس عُمق العلاقة بالله، تحتاج إلى جهاد. ويمكننا أن نُضيف تحريضات مثل «لتوجَدوا عندَهُ بلا دَنَس ولا عيبٍ، في سلام» ( 2بط 3: 14 ). «لم تُقاوموا بعدُ حتى الدَّم مُجاهدين ضد الخطية» ( عب 12: 4 ).

2- في الصلاة: فالصلاة ليست مجرَّد كلمات تُقال، بل هي جهاد مع الله. نقرأ عن مثالنا الأعظم، ربنا يسوع المسيح «إذ كان في جهادٍ كان يُصلِّي بأشد لجاجة» ( لو 22: 44 ). وعن أحد الأفاضل «أبفراس، الذي هو منكم، عبدٌ للمسيح، مُجاهدٌ كل حينٍ لأجلكم بالصلوات» ( كو 4: 12 ). وعن الرسول بولس وهو يكتب لمؤمني كولوسي قائلاً: «فإني أُريد أن تعلَموا أيُّ جهادٍ لي لأجلكم، ولأجل الذين في لاودكية، وجميع الذين لم يروا وجهي في الجسد» ( كو 2: 1 ).

3- لأجل إيمان الإنجيل: «فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح، حتى إذا جئتُ ورأيتكم، أو كنتُ غائبًا أسمعُ أُموركم أنكم تثبتون في روحٍ واحد، مُجاهدين معًا بنفسٍ واحدة لإيمان الإنجيل» ( في 1: 27 ).

لننفض غبار الكسل إذًا، ولنعلم أن مَن يعيش حياة الجهاد المسيحي الحقيقي، له أن يتغنى في نهايتها «قد جاهدتُ الجهادَ الحَسَن، أكمَلتُ السَعي، حفظتُ الإيمان، وأخيرًا قد وُضِعَ لي إكليل البر، الذي يهَبهُ لي في ذلك اليوم، الرب الديَّان العادل، وليس لي فقط، بل لجميع الذي يُحبون ظهوره أيضًا» ( 2تي 4: 7 ، 8).

قد كنتَ في الجهادِ والـ آلامِ يا ابنَ اللهْ
وقدْ نضَحتَ عَرَقًا كالدَّمِ في الصلاهْ

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net