الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 3 فبراير 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سبعة دروس من أعتى اللصوص (2)
اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ ( لوقا 23: 42 )
تأملنا في الأسبوع الماضي في عمل الله في اللص التائب، ونواصل اليوم المزيد من التأملات:

4- البصيرة: إذ قال عن المسيح لزميله: «أما هذا فلم يفعل شيئًا ليس في محلِّهِ». لقد عرف ذلك اللص المسكين أفضل مما عرف رؤساء الكهنة وقادة الأُمة. ففي نظر الكتَبة والفريسيين لم يعمل المسيح شيئًا في محله، لكنه في نظر ذلك اللص الذي جلى الله بصيرته «لم يفعل شيئًا ليسَ في محلِّهِ». ما أجلى البصيرة التي جعلته يلاحظ الفارق الكبير بينهما (هو وزميله) وبين المسيح ولو وضعوه في الوسط، كما جعلته يرى في يسوع، مسيح الله ومُخلّص الخطاة، والذي إن كان قد أخذ فوق الصليب مكان الدينونة، فقد أخذه بالنعمة فقط!

5- الإيمان: ويعلِّمنا الكتاب المقدس أنَّ الخلاص هو بالتوبة وبالإيمان. ولقد أظهر ذلك اللص توبته في كلماته لزميله، كما أظهر الإيمان في كلماته للمسيح إذ قال له: «اذكرني يا رب متى جئتَ في ملكوتك». فذلك اللص لم يتحوَّل من مُعيِّر للمسيح إلى شخص يرثي له كما فعلت بنات أورشليم، ولا حتى ليُظهِر له الرحمة، بل إنه إذ أحسّ بعظمته فقد طلب منه الرحمة! والإيمان الذي يخلِّص هو - في المقام الأول - الإركان الكُلِّي إلى المسيح بالنسبة للحاضر والأبدية. صحيح إنَّ الإيمان الذي يخلِّص يتضمَّن معرفة الحق الخاص بالمسيح كما يُعلنه الكتاب المقدس، لكنه يتضمَّن أيضًا حالة القلب في موقفه من ذلك الشخص المجيد.

6- الشجاعة: ما أعظم شجاعة ذلك اللص إذ يعترف بالمسيح ملكًا وبارًّا وربًّا! لقد قدَّم في إيمانه فضيلةً. ول  شك أن هذا اللص يُخجِل عشرات الآلاف من المؤمنين اليوم الذين يَخجلون من المجاهرة بالمسيح وسط عالَمٍ معادٍ له، ناكرٍ لصليبه، وناكرٍ لربوبيته. نعم، ألا نخجل كلنا من قوة شهادة ذلك اللص يوم أن كان المسيح على الصليب، بالمقابلة مع شهادتنا الباهتة الضعيفة، مع أن المسيح اليوم مُمَجَّد في السماء، وجالس عن يمين الله؟

7- الصلاة: هذا الخاطئ العاتي ربما لم يُصلِّ لله في كل حياته. أما وقد عمل فيه روح الله، فها نحن نسمعه يصلي إلى الرب: «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك». ومع أن الفارق، بحسب البشر، بين لص قاتل وفريسي هو شاول الطرسوسي، فارق هائل، إلا أنهما بعد الإيمان الحقيقي جمعهما شيء مشترك هو الصلاة «هوذا يُصلي» ( أع 9: 11 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net