الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 4 فبراير 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
موسى لمَّا كَبِرَ
بِالإِيمَانِ مُوسَى لَمَّا كَبِرَ أَبَى أَنْ يُدْعَى ابْنَ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ ( عبرانيين 11: 24 )
استطاع موسى أن يرفض الكثير من أمور النُبلاء. فمع أنه ترعرَع وشبَّ في رفاهية البلاط المصري مُتنعمًا بكل ما يصبو إليه الناس، لكنه تعلَّم حقيقةً أن “التخلِّي عن الأشياء، لا اقتناءها، هو مجلبة للراحة”. لقد رفض في البداية شُهرة مصر. كان ابن ابنة فرعون بالتبني، ممَّا يضمن له بالتالي مكانة بين صفوة المجتمع، وربما أيضًا كخليفة لفرعون؛ لكنه كان قد وُلِد من دم أفضل، كواحد من النسل الأرضي الذي اختاره الله، ولم يكن باستطاعته الانحدار من هذا النُبل إلى الملكية المصرية ( عب 11: 24 ). وعندما بلغ سن الرشد، اتخذ قراره بعدم إخفاء جنسيته الحقيقية مقابل كسب بضع سنوات من الشُهرة الأرضية. وعوضًا عن أن تكون احتلال سطر أو سطرين من الكتابة الهيروغليفية على أحد القبور المجهولة، تم تخليد ذكراه في كتاب الله الأبدي. وبدلاً من العثور عليه كمومياء مصرية في متحف، اشتهر كأحد رجالات الله.

وثانيًا، نبذَ تمتع مصر «مُفضلاً بالأحرى أن يُذَلّ مع شعب الله» (ع25). كان اتحاده الوضيع مع شعب الله المتألم يعني له أكثر من إشباع رغباته الوقتية. إن امتيازات مشاركته في ما كان يلحق بشعبه الخاص من إجحاف، كانت مصدر سعادة له أكثر من حياة البذَخ والخلاعة في بلاط فرعون.

وثالثًا، أدار القفا لخزائن مصر «حاسبًا عارَ المسيح غنىً أعظم من خزائن مصر» (ع26). فالإيمان أهَّلَهُ لرؤية أن كنوز مصر الخيالية باتت غير مُجدية في ضوء الأبدية. وهكذا اختار أن يُكابِد صنف العار نفسه الذي سيُعانيه المسيح في ما بعد. كان يُقدِّر الولاء لله والمحبة لشعب الله أكثر من كل غنى مصر. وكان يعلم أن هذه الأمور، هي التي ستبقى لها قيمتها بعد دقيقة واحدة من موته.

ثم لم يعبأ بالمَلك المصري أيضًا «بالإيمان تركَ مصر غير خائفٍ من غضب الملك» (ع27). فإذ تشجع بالإيمان، خرج من أرض العبودية، غير آبه لغضب الملك. لم يكن يخاف فرعون أبدًا، لأنه كان يخشى الله كثيرًا.

وأخيرًا، تخلَّى عن ديانة مصر (ع28). ففي صُنعهِ الفصح ورشه الدم، انفصل إلى الأبد عن الوثنية المصرية، متحدّيًا بذلك النظام الديني المعمول به. فالخلاص، بالنسبة إليه، كان من خلال دم الحَمَل، لا من خلال مياه النيل. وعلى أثر ذلك، نجا أبكار شعبه، فيما قَتل المُهلِك الأبكار في مصر.

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net