الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 6 فبراير 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عُليَّة صغيرة
فَلْنَعْمَلْ عُلِّيَّةً عَلَى الْحَائِطِ صَغِيرَةً، وَنَضَعْ لَهُ هُنَاكَ سَرِيرًا وَخِوَانًا وَكُرْسِيًّا َومَنَارَةً ( 2ملوك 4: 10 )
كانت الشونمية “امرأةٌ عظيمةٌ”؛ أي غنية، وقد أرادت أن تستخدم غِناها في إكرام رجل الله أليشع. ففي البداية “أمسَكته”؛ أي “ألزمَته” أن يدخل إلى البيت ويأكل خبزًا. ولكن سرعان ما طلبت ما هو أكثر؛ ليس فقط أن يميل ليأكل خبزًا، بل أن يأتي ويقيم إقامة دائمة، ليصنع معهما شركة غير متقطعة، وهكذا عملت له عُلِّيَّة صغيرة. وجهزت العُلِّية بكل ما هو لازم لراحته:

(1) «السَرِير» هو مكان راحة لأليشع في الليل. ففي وسط رفض الجميع له، ووسط جو الكراهية والظلمة والبغضة لله ولخادمه، أصبح لأليشع موضع للراحة. وكما كان هذا السرير سبب راحة لأليشع، كان أيضًا باب نجاة للشونمية في يوم ضيقها، فقد أحضرت ابنها وهو مائت، ووضعته على سرير رجل الله.

(2) «الخِوان» أي “منضدة”. لقد جهزت نفسها لتكون مصدر سرور وشبع وفرح لأليشع. ونحن الآن، كجماعة مؤمنين، لنا الامتياز ذاته أن نُطعِم أليشع الحقيقي، إذ يجد لذَّته وفرحته في بيوتنا وفي قلوبنا «من تعب نفسهِ يرى ويشبع» ( إش 53: 11 ). ليت قلوب قديسيه تظل مكان بهجته وراحته، بل وشبعه أيضًا.

(3) «الكرسي». والكرسي يتكلَّم عن التعليم. هناك يجلس أليشع لينقل إليها أفكار الله. والكرسي يتحدَّث عن المُلك والسلطان أيضًا. ونستطيع أن نقول: إنه من هناك كان أليشع يُصدِر أحكامه من قِبَل الرب. ليت لسان حالنا دائمًا: «تكلَّم يا رب لأن عبدَك سامع» ( 1صم 3: 9 ).

(4) «المنارة». والمنارة تتكلَّم عن الشهادة. وهل نحن كهذه المنارة التي تُستخدم لتُنير لأليشع؟ لقد كان المعمدان كمنارة داخل البيت، داخل إسرائيل ليُنير الطريق أمام السَيِّد القادم إلى شعبه، فهل نحن كذلك؟ هل «نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يَعِظ بنا. نطلُب عن المسيح: تصالحوا مع الله»؟ ( 2كو 5: 20 ).

ومن المؤكد أن الشونمية وهى تجهز العُلِّيَّة كانت تعمل حساب مجيء الليل، فأول شيء وضعته هو السرير، وآخر شيء هو المنارة، وكلاهما لهما علاقة واضحة بالليل، وأكثر وقت نحتاج فيه للشهادة عن المسيح هو وقت الليل. في وقت الليل يحتاج أليشع للسرير حيث يجد راحته، ولكن من الجانب الأخر علينا أن ندرك أننا نور العالم، وعلينا أن نعكس نور حبيبنا دائمًا.

إسحق شحاتة
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net