الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 5 فبراير 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هو يعتني بكم
مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ ( 1بطرس 5: 7 )
كم من النفوس قد وصلت إلى قحط روحي بسبب عدم إلقاء الهموم على الرب يسوع، وعدم الثقة فيما يقوله الرب: «لا تهتموا للغد»! لأنه متى انشغلت نفوسنا بأمور المستقبل فلا بد أن نسير في طريق غير التي أعدَّها الله لنسلك فيها. فَلِمَ نهتم بحاجاتنا بينما الوحي يقول: «لا تهتموا بشيء» ( في 4: 6 ).

وقد يكون اعتراضنا: عندما لا يكون لحم في القِدْر ولا دقيق في الكوار، فكيف نبقى بدون اهتمام ومشغولية بهذه الضروريات؟ وردًا على اعتراض كهذا، وعلى كل اعتراض آخر، نقول: «هو يعتني بكم». وكم من أشخاص كثيرين جازوا ظروفًا مُماثلة لهذه بدون أية مشغولية لأنهم تأكدوا أن الاهتمام بها لا يُقرِّبهم إلى الله! وعندما تطرق المشغولية باب القلب ونسمح لها بالدخول فكأنما فتحنا الباب لعصابة من اللصوص، فالهموم لصوص النعمة ونازعة السلام، إذ عندما تطأ عتبة القلب سيخرج السلام وتهرب النعمة من نافذة أخرى.

وهنا أسمع تنهدًا عميقًا خارجًا من نفس متوجعة من الهموم؛ ماذا أفعل وحالتي تدعو إلى المشغولية؟ فأقول لك أيها الحبيب: افتح قلبك للرب يسوع، فمتى دخل وأغلق الباب فهو قادر أن يحفظ باب قلبك من كل هم، ويُسدِّد جميع احتياجاتك، وهذا هو المقصود بالقول: «مُلقين كل همّكم عليهِ». لأنه لا يكفي أن نرجع طالبين رفع الهموم، بل يجب أن نلقيها؛ أي نأخذها كما هي ونُسلِّمها ليد الرب يسوع، فلا ننظر إلى الوراء لنرى ماذا يفعل بها، بل إلق الحبل المُعقَّد من طرفيه، ودَعْ الرب يسوع يحل كل عُقدة بدون تداخلك.

وهنا نقول إن هناك ثلاث حالات:

(1) فريق ينشغل بالهموم ولا يُريد أن يُلقيها على الرب.

(2) فريق يصلي ولكنه لا يُسلِّم هذه المشغوليات ليد الرب، بل يحاول أن يشترك معه في إزالتها.

(3) فريق يصلي وينتظر بسكوت خلاص الرب، وهذا هو العلاج، فيكون مثلهم مثل الطفل الذي يرفع أعوازه لدى أبيه ويلِّح في طلب الحصول عليها.

فيا أيها الحبيب المُتعَب من هموم الحياة، اعلم أن الرب يسوع سَيَفُكّ هذه الهموم مهما كانت معقدة، وأن محاولتك في فكها تزيدها تعقيدًا وتُعيق إزاحتها. فالهموم ستأتي، والتجارب ستهاجمنا ما دمنا في الحياة، غير أن لنا الرب يسوع مَلجَأ وقوة، عونًا في الضيقات وُجِدَ شديدًا، فهو سيحمل همومنا ويعتني بنا.

هنري سبنس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net