الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 25 مارس 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا تخف لأني معك
لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ. لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلَهُكَ. قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ بِيَمِينِ بِرِّي ( إشعياء 41: 10 )
من الأمور المُذهلة أن تكون لنا وعود الله، ويعترينا الشك والارتياب، ونخشى المستقبل ونقبع في أماكننا حيارى مع أن الله لنا ملجأ وقوة، وهو «الإله العظيم الجبار، رب الجنود اسمُهُ. عظيمٌ في المشورة، وقادرٌ في العمل» ( إر 32: 18 ، 19)، وإذا دعوناه يستجيب لنا، ويُسرع لنجدتنا. أَجلْ، «هل يستحيل على الرب شيء؟» ( تك 18: 14 ). أ ليس هو القائل: «هأنذا الرب إلهُ كل ذي جسد. هل يعسرُ عليَّ أمرٌ ما؟» ( إر 32: 27 )، «لأنه قال فكان. هو أمرَ فصار» ( مز 33: 9 ).

ولا جدال أن رجال الله الأتقياء الذين جازوا الطريق قبلنا قد وثقوا في أمانة الله وقدرته، فعاشوا غير هيَّابين ولا وَجلين، يسيرون من قوة إلى قوة ظافرين منتصرين. وهذا ما أدركه الملك حزقيا وملأ شغاف قلبه، ولذا عندما وصلته رسائل سنحاريب ملك أشور، وقرأ ما فيها من وعيد وتهديد، مَثَلَ قدام الرب، ونشر الرسائل أمامه، وصلَّى قائلاً: «أيها الربُّ ... أنتَ هو الإله وحدَكَ لكل ممالك الأرض ... أَمِل يا رب أُذُنَكَ واسمعْ. افتح يا رب عينيك وانظر ... أيها الربُّ إلهُنا خلِّصنا من يَدِهِ، فتعلَم ممالك الأرض كلها أنكَ أنتَ الرب الإله وحدكَ». ولقد سمع الرب الصلاة «وكان في تلك الليلة أن ملاك الرب خرج وضرب من جيش أشور مئة ألف وخمسة وثمانين ألفًا» ( 2مل 19: 15 -19، 35).

هذه صورة من معاملات الله مع قدِّيسيه، فقوته السرمدية تَسوس سائر الأمور إذ يهتم بعبيده «لأن عيني الرب تجولان في كل الأرض ليتشدَّد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه» ( 2أخ 16: 9 ). و«ملاك الرب حالٌ حولَ خائفيهِ، ويُنجِّيهم» ( مز 34: 7 ). ولا غرابة فالملاك يتلقى التعليمات الإلهية، فيأتي من العجائب والمعجزات ما لا يخطر ببال.

ألا فلنخّر خشَّعًا سُجَّدًا أمام الرب هاتفين قائلين: «ما أعظم جودك الذي ذخَرتهُ لخائفيكَ، وفعلتَهُ للمُـتَّكلين عليكَ تُجاه بني البشر!» ( مز 31: 19 ).

وحريٌ بنا نحن المؤمنين عندما تواجهنا الأزمات وتهاجمنا الضيقات، أن نركض فورًا وبدون أدنى تردُّد إلى حضن سيدنا المبارك ونتحصَّن. وهناك في محضره يهرب الحزن والتنهد ولا يكون للخوف سبيل، إذ من العار أن ننزعج ونضطرب ونحن في حماية ملك الملوك ورب الأرباب، وفي معيته الإلهية، وهو تعالى يقول لكل مؤمن: «لا تخَف لأني معكَ. لا تتلفَّت لأني إلهكَ. قد أيَّدتُكَ وأعنتُكَ وعضدتكَ بيمين بِرِّي» ( إش 41: 10 ).

إسحق لوزا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net