الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 24 مارس 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نوح في الفُلك
فَدَخَلَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَامْرَأَتُهُ وَنِسَاءُ بَنِيهِ مَعَهُ إِلَى الْفُلْكِ ... وَأَغْلَقَ الرَّبُّ عَلَيْهِ ( تكوين 7: 7 ، 16)
أَ تظنون أن نوحًا خسر شيئًا بوجوده مُغلَّقًا عليه داخل الفلك، مستورًا من مشهد الخراب الذي حوله؟ أَ تظنون أنه ندم عندما أُغلِقَ عليه داخل الفلك على ما ضحى به من الأشياء الأرضية؟ أو على تعبه في عمل الفلك السنين الطوال؟ ماذا كانت قيمة أثمن الأشياء الأرضية عندما غاصت في مياه الدينونة؟ أمَّا الفلك الذي وضع فيه نوح آماله فكان مرفوعًا منتصرًا فوق تلك المياه، ولم يكن ينقصه شيء من كل الخيرات «من كل طعامٍ يؤكَلُ» ( تك 6: 21 ).

كثيرًا ما نسمع الناس يقولون إنهم يخسرون أشياء كثيرة إذا وقفوا حياتهم للمسيح، وبحسب تعبير الفلك: أُغلِقَ عليهم فيه. ولكن في الحقيقة إنه لم يكن جمالاً في كل الخليقة خارجًا عن الفلك، بل كل شيء حيّ جميل كان مع نوح داخلاً، بينما لم يكن في الخارج إلا كل شيء مائت وكريه. وهل كان معقولاً أن نوحًا، بعد أن أغلق الرب عليه، يفكر في أن يخرج إلى مياه الدينونة، ثم يُقنع نفسه أنه مُغلَق عليه داخلاً؟ مستحيل. على أن هذا المستحيل هو عين ما يفعله الكثيرون. فماذا نقول عنهم؟ هل لهم إيمان نوح؟ هل هم يدينون العالم بحياتهم العملية؟ كلا، بل بينما يتكلَّمون بأفواههم عن الدينونة المُريعة المُقبلة على العالم، نراهم يُقَابَلون كما قُوبِل لوط، الذي مع أنه تكلَّم عن أمور حقيقية، ولكنه «كان كمازحٍ في أعيُن أصهارهِ» ( تك 19: 14 ). هذه هي حالة الكثيرين الذين ربما يُعلِّمون ويكرزون، ولكنهم يشهدون مع العالم، ويظهَرون أنهم من العالم بواسطة حياتهم وتصرفاتهم. فهم نظير لوط يشتغلون بأفواههم في الكرازة عن الدينونة، بينما تراهم جالسين في باب المدينة، والنتيجة أنهم لا يُصدَّقون، كما أن لوط لم يُصَدَّق حتى من أصهاره الأقرَبين.

هل يستطيع القارئ العزيز أن يقول بحق: “إني أريد أن يُغلَق عليَّ في المسيح فأتغذى بقوام الحياة الذي فيه، إني لا أريد أن أبني الفلك فقط بل أن أُوجد فيه، بل ويُغلَق عليَّ داخله، فأستطيع أن أدرك أن كل ما هو بعيد عنه إنما هو موت ودينونة؟” إذا وُجِدَ أمام نفس المسيحي غرض غير “ربح المسيح” فهو ليس في مركزه الصحيح، ليس بانيًا للفُلك ودائنًا للعالم.

اهرُب إلى الرب حالاً واسمعْ كلام الكتابْ
كل اللي في الأرض باطلْ أشواكْ ومُرّ وعذابْ
ضِمن الكنيسة المفدية في ظل رب الحياهْ

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net