الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 20 إبريل 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عمل الله
أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: هَذَا هُوَ عَمَلُ اللهِ: أَنْ تُؤْمِنُوا بِالَّذِي هُوَ أَرْسَلَهُ ( يوحنا 6: 29 )
سأل اليهود الرب يسوع: «ماذا نفعل حتى نعمل أعمال الله؟»، فأجابهم الرب قائلاً: «هذا هو عمل الله: أن تؤمنوا بالذي هو أرسلَهُ» ( يو 6: 28 ، 29؛ قارن أع16: 30، 31). وهذا معناه أن الله لا يطلب من الخاطئ سوى هذا العمل الوحيد. إن كل مَن يُصدِّق ويثق من قلبه بأن ابن الله هو الذي أرسله الآب ليُتمِّم الخلاص، يكون بذلك قد عَمِل عَمَل الله، عَمِل كل ما يطلبه الله منه. إن العمل للطعام الباقي هو بعينه الإيمان بالرب يسوع المسيح؛ إنه أكل جسده وشرب دمه ( يو 6: 27 ).

إذا كنت جوعانًا ووُضِعَ أمامي الخبز واللحم بواسطة صديق كريم، فماذا يجب عليَّ أن أعمل؟ هل أستمر أطلب منه أن يُعطيني خبزًا؟ أو أسأله عما يجب أن أفعله للحصول على هذا الطعام؟ لا هذا ولا ذاك بل بالشكر أتقدَّم إلى هذا الطعام وآكله. أ ليس هذا هو نفس الحال معنا كخطاة محتاجين جوعانين ظمآنين؟ أ لم يعرف الله احتياجنا؟ أ لم يشعر بهذا الاحتياج؟ أ لم يُقدِّم لذلك خبز الحياة؛ جسد المسيح ودمه؟ أ لم يضَعَهُ أمامنا ويأمرنا أن نأكل ونشرب لنحصل على الحياة الأبدية؟ هل من اللائق أن أستمر في أن أطلب من الله ما قد أعطاني فعلاً؟ وماذا أعطاني؛ أ ليس ابنه وفيه الخلاص؟ ألا يجب عليَّ بالأحرى حالاً، وبدون أقل تأجيل، أن آخذ المسيح كمخلِّصي وفاديَّ وبرِّي وقداستي؛ آخذ هذه العطية التي لا يُعبَّر عنها، التي قدَّمها الله إلى شخص مثلي خاطئ دَنِس هالك، قدَّمها لأنه يعلم أني لا أستطيع أن أنال شيئًا من هذه البركات بمجهودي الخاص؟

ولكن قد يسأل شخص قائلاً: كيف آكل جسد المسيح وأشرب دمه؟ ما معنى هذه العبارة التي يستعملها الرب بنفسه ( يو 6: 53 ، 54)؟ إذا طالعنا كل الفصل من عدد 47- 58 لا نجد صعوبة في فهم كلمات الرب: «مَن يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية» ( يو 6: 54 ). والرب يقول في عدد 47: «الحق الحق أقول لكم: مَن يؤمن بي فله حياة أبدية». إذن الإيمان معناه الأكل والشرب، لأن نتيجة الإيمان هي الحياة الأبدية، كما سبق فوضَّح الرب ذلك في يوحنا 3: 14-16 إذ ذكر أن كل مَن يؤمن بشخصه مرفوعًا على الصليب تكون له الحياة الأبدية، هكذا هنا يقول: إن كل مَن يخصص لنفسه بَذلْ المسيح لحياته، وسفكْ دمه فوق الصليب، وبذلك فإنه يأكل جسده ويشرب دمه، يحصل على الحياة الأبدية. فهل تمتعت بهذه الحياة أيها القارئ الكريم؟

عوض سمعان
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net