الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 24 إبريل 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ماذا أفعل بيسوع؟
قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟ قَالَ لَهُ الْجَمِيعُ: لِيُصْلَبْ! ( متى 27: 22 )
سبَق لسمعان البار أن قال عن المسيح: «إن هذا قد وُضِعَ لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل». وها قد جاء يوم الامتحان لإسرائيل، وسقطوا سقوطًا مُزريًا في الامتحان. فماذا عسانا نحن فاعلون بالمسيح؟ وما هو موقفنا من المصلوب؟ أ نبيعه بالفضة كيهوذا؟ أ نحتقره كهيرودس؟ أ نتنكَّر له كالشعب الغبي؟ أ نغسل أيادينا من دمهِ كبيلاطس؟ أ نكتفي بالبكاء عليه كبنات أورشليم؟ أم أننا نقْبَله مُخلِّصًا، ونُقَبِّله عريسًا، ونسجد بقلوبنا له هاتفين مع توما: «ربي وإلهي!» ( يو 20: 28 ).

أما بالنسبة لبيلاطس فلا شك أنه كانت عنده القدرة لأن يُمَيِّز الحق من الباطل، والصواب من الخطأ. لكنه كان يفتقر إلى الشجاعة ليتبع ما يقتنع هو نفسه بأنه الصواب والحق، وأراد أن غيره يتخذ له القرار الذي كان عليه هو اتخاذه. وكان في ذلك كالأسماك الميِّتة التي تسير دائمًا مع التيار، ولا تقدر البتة أن تسير عكسه. واليوم نحن نقابل الكثيرين من الذين لديهم المشاعر الطيبة والنوايا الحسنة، ومع ذلك يسقطون فريسة للشيطان، لأنه تعوزهم القدرة على حسم الأمور. ولقد قال الكتاب المقدس: «رجلٌ ذو رأيين هو مُتقلقلٌ في جميع طرقِهِ» ( يع 1: 8 ).

لقد كان بيلاطس إذًا يعرف الحق، لكنه خاف أن يتصرَّف بموجبه، وكان ضميره مقتنع ببراءة أسيره، لكنه سعى لإرضاء اليهود خصومه! وبذلك فلقد اقترف جريمة قتل البريء. وجرائم القتل من الجرائم البشعة، وأن يُصدِر القاضي حكمًا بقتل المتهم، رغم اقتناعه الكامل ببراءته وبره، لا يفرِق مُطلقًا عن كونه جريمة قتل (انظر رو13: 4). لكن آه، لو عرف مَن هو هذا البريء؟ آه لو علم أنه هو الدَيَّان لكل مَن في أنفه نسمَة، الذي سيدين سرائر الناس. إنه ابن الله الأزلي!

لكننا لا نأسف فقط على بيلاطس، بل أيضًا على اليهود الذين ما كان يُرضيهم سوى قتل المسيح. هذا ما قاله صراحةً مرقس: «فبيلاطس إذ كان يريد أن يعمل للجمع ما يُرضيهم، أطلقَ لهم باراباس، وأسلَم يسوع بعدما جلَدَهُ ليُصلَب» ( مر 15: 15 ).

وإذا تحوَّلنا إلى أنفسنا نقول: هل جاوبنا عن سؤال بيلاطس؟ وهل قرَّرنا أيهما نختار؟ هل عرفنا واعترفنا بأن مَن لم يفعل أي شر قد دفع ثمن الشر الذي عملناه نحن؟

عنِّي أنا – نعَم عنِّي حُبُّهُ لي سامٍ عجيبْ
أشدُو لهُ مُرنِّمًا إذ قد فداني بالصليبْ

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net