الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 9 إبريل 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الساجدون الحقيقيون
السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هَؤُلاَءِ السَّاجِدِين له ( يوحنا 4: 23 )
السجود ليس هو تقديم التشكرات. إن تقديم الشكر هو شيء مبارك جدًا لنفعله، إنه أمر مُبهج أن نشكر، لكن الشكر يُقدَّم لأجل منافع تم الحصول عليها. فهل ذلك سجود؟ حينما تعود إلى البيت بعد فترة غياب وتدخل إلى منزلك، ويأتي ابنك الصغير ليُقابلك، ويدور حولك ويتعلَّق بك ليُظهِر سروره العميق برجوعك، فهل تعتبر هذا شكر؟ كلا. إنك لم تُعطه شيئًا يجب أن يُقابله بالشكر. ما هو إذًا؟ إنه سرور ذلك الابن بك. ذلك هو السجود. إن السجود هو فيضان القلب نحو الشخص الذي يُسَّر به ويملأه. إنه فيضان الكأس الممتلئ. فالقلب وهو ممتلئ بالشعور بما هو الله، كالمُعلَن بالنعمة الخالصة كالآب في شخص ابنه، يفيض بالسجود. لذلك لكي تكون ساجدًا حقيقيًا لا يكفي أن تكون مولودًا من روح الله ولك طبيعة تجد سرورها في الله، لكن يجب أيضًا أن تمتلك الروح القدس ساكنًا فيك تأكيدًا للعلاقة التي لك مع الله، وكمصدر للفرح الذي به يفيض هذا السجود إلى الله الآب.

ولنلاحظ أن الله يتكلَّم هنا عن «الساجدين الحقيقيين». إن الموضوع هنا ليس الشكل. ربما يكون لك كل ما يرغب فيه الذهن الجسدي؛ بناءً فخمًا مناسبًا، ثيابًا بهية، وموسيقى شجية، وشعائر مُتقَنة، ومع ذلك هو خالٍ تمامًا من كل ما هو لازم ليكوِّن ما يعتبره الرب سجودًا حقيقيًا. لا تنخدع يا صديقي؛ ما لم تولَد من الله، وتُدرك بوعي علاقتك مع الله بسُكنى روح الله فيك، فليس لديك الأهلية للسجود الحقيقي.

لكن لنلاحظ ما يقوله الرب عن هؤلاء: «الساجدين الحقيقيين»؛ «لأن الآب طالبٌ مثل هؤلاء الساجدين لَهُ». ويا لها من كلمات جميلة ورائعة! الله، إن جاز القول، يُفتش العالم، ليجد ماذا؟ ليجد ساجدين. وكيف يوجَدون؟ في مكان آخر نقرأ: «لأن ابن الإنسان قد جاءَ لكي يطلب ويُخلِّص ما قد هلك» ( لو 19: 10 ). إنه يُخلِّص الهالكين. إنه لم يطلب السجود، أو أي شيء آخر منا كخطاة، لقد فتش عنا إلى أن وجدنا وخلَّصنا. وإذ صرنا أولادًا وبنين للآب، بالمحبة التي أعطتنا كل ما يمكن أن تُعطيه، وبالتالي صرنا ساجدين حقيقيين. فإن الآب – ويا للعجب – يطلب سجودنا، ونحن نستطيع أن نُعطيه ما يطلب. هذا هو العمل المشترك للآب والابن.

أبانا نحنُ في ابنِكَ نُقدِّم الحمدَ لكَ
ونسجدُ لكَ يا مَنْ تجثو له الملائكهْ
نهتِفُ كلُّنا لكَ: ليتبارَكَ اسمُكَ

و. ت. ولستون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net