الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 10 مايو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الأحقاء المُمنطَقة والسُرُج الموقَدة
لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً وَسُرُجُكُمْ مُوقَدَةً، .. مِثْلُ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُمْ مَتَى يَرْجِعُ مِنَ الْعُرْسِ ( لوقا 12: 35 ، 36)
لقد خلَّصنا المسيح من هذا العالم الحاضر الشرير، ولكننا نحتاج أن نتعلَّم أن المسيحية تقوم في كوننا للمسيح، ولسنا للعالم. نحن في العالم، ولكن لسنا منه، لأنه رفض ابن الله وصلَبَهُ. وإن كان لزامًا على المسيحي أن يكون لطيفًا في تعامله مع أهل العالم، كما كان المسيح، ولكن قلبه ينبغي أن يكون مع المسيح فقط. ليت الرب يُثبِّت قلوبنا عليه بعيدًا عن هذا العالم. ونحن مثل أُناس ينتظرون سَيِّدَهُم متى يرجع، لتكن سُرجُنا مُوقَدَة. ومعنى ذلك هو أن لنا شهادة ينبغي أن نؤديها بوضوح حتى يعرفها الناس عنا. والأحقاء المُمنطَقة هي التطبيق العملي لقوة تلك الشهادة. فالمسيح ينظر إلى الاعتراف به الواضح والكامل في الكلام والأفعال.

إن الأحقاء المُمنطَقة والسُرج المُوقدَة يجب أن تكون من مُميزات المؤمنين في هذا العالم، أي الحق في القلب والاعتراف الحسَن بالمسيح. ومن الغريب أن مَن يدين بعقيدة زائفة لا يكون خَجِلاً منها، ولكن كم من المسيحيين الحقيقيين يخجلون من المسيح! ولكن الرب يريدنا أن نكون مثل أُناس ينتظرون سَيِّدَهُم. فهل حقيقةً قلوبنا منتظرة ابن الله من السماء؟ أنا لا أتحدَّث عن فهم النبوات، فالنبوات مباركة جدًا في مكانها الخاص، لكن ما يخُّصنا نحن هو مسيح سماوي بذل نفسه عنا، وسيأتي إلينا ككوكب الصبح. فهل نحن مُنتظرون أن نكون معه ومثله إلى الأبد؟ إن هذا يساعدنا في اجتياز هذا العالم. والصفة التي ينبغي أن تلصَق بالمسيحي الآن هي أنه ساهر. ليست المسألة فَهم النبوة، ولكن الصِلة بالمسيح كمَن أعطى وعدًا بأنه سيأتي، ونحن ننتظره بشوق مُردِّدين القول: «آمين. تعالَ أيُّها الربُّ يسوع». فهل نحن المسيحيين تنطبق علينا هذه الصفة؛ «مثلُ أُناس ينتظرون سيدهم»؟ لو جاء المسيح في هذه الليلة، هل يمكنه أن يقول عن كل واحد منا: هذا عبد أمين؟

تذكَّر أنه ينتظر هذا المجيء بشوق أكثر منا. وهو يخدمنا لأن المحبة تحب أن تَخدِم، أما الذات الأنانية فينا فتحب أن تُخدَم. أ فلا يليق بنا في هذا العالم الشرير، أن نحفظ أحقاءنا مُمَنطَقة، ونكون ساهرين؟ وعندما يأتي سيتمنطَق ويُتكئُنا، ويتقدَّم ويخدمنا.

ثم يضيف الرب شيئًا آخرَ: «طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيدُهُ يجدُهُ يفعل هكذا!». لقد حصلنا على الحالة التي تؤهلنا للخدمة، والآن مجال الخدمة، ولنا الوعد: «إنه يُقيمُهُ على جميع أمواله». فمحبة المسيح لا تكتفي بإسعادنا في الخدمة، ولكن كل ما له يصبح لنا.

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net