الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 11 مايو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هلاك الأشرار الفجائي
كَيْفَ صَارُوا لِلْخَرَابِ بَغْتَةً! ( مزمور 73: 19 )
في مزمور73: 19 يَصِف آساف هلاك الأشرار الفجائي، فيقول: «كيف صاروا للخرابِ بغتةً!». هذا يعني أن الأشرار في أيَّة لحظة قد يسقطون، وأنَّه لا ضمان لهم على الإطلاق، وأنَّهم عندما يسقطون فإنَّ ذلك سيحدث دون سابق إنذار.

وهذا يُذكِّرنا بكلام المسيح في لوقا 16 عن ذلك الرجل الغني، الذي ذكر عنه المسيح ثلاث مرَّات أنَّه غني، فيقول عنه: “كان إنسان غني يلبس الأرجوان والبز ويتنعَّم كل يوم مترفِّها”، ثم يقول عنه: إنه كان يأكل أشهى الأطعمة حتى إن فُضالة مائدة الغني كان يشتهيها المسكين الذي عند بابه، ولكن ثالثًا قال: “وماتَ الغني”. فبعد أرقى الثياب، وأشهى الطعام والشراب، مات فجأةً دون سابق إنذار. أُخِذ من بين أحضان المُتَع واللذَّة والرفاهية، وذهب إلى هاوية العذاب!

لقد سبق للنبي أن رأى الأشرار وإذ «ليست في موتهم شدائد» (ع4)، كما قيل عنهم أيضًا: «مثل الغنم للهاوية يُسَاقون» ( مز 49: 14 ). ولكن هذه الحقيقة عينها رآها وهو داخل المقادس بمنظورٍ آخر. إنَّ هؤلاء وقد استنفدوا فرص الامتحان، وأخذوا من الإنذارات ما يكفي، انتقلوا إلى العالم الآخر دون إنذارٍ جديد.

أعرف كثيرين عندما اقتربت حياتهم إلى القبر، وشعروا بدنو أجَلهم، كان هذا بركة أبدية لنفوسهم. فمع أنهم لم يكونوا قد فكَّروا في الله طول عمرهم، لكنهم تقابلوا معه على بوابة الأبدية، فخلصوا في لحظاتهم الأخيرة، وهم على أبواب الموت. لذلك فإنِّي أهيب بك أيُّها القارئ العزيز إن كانت هذه حالتك، أن ترتمي فورًا في حضن المسيح مُخلِّص الخطاة. فأنت «لا تعلم ماذا يَلِده يومٌ» ( أم 27: 1 ).

ربَّما تكون الشمس اليوم مُشرقة لك، وكل شيء طبيعي كالأمس وما قبله، كما حدث قديمًا مع أهل سدوم وعمورة، والمدن التي حولهما، الذين رَمَد الرب مُدنهم في لحظة (انظر تكوين 19: 23-25)، أو مثل فرعون الذي مات في البحر دون استعداد (خر14)، أو مثل بيلشاصر الذي قُتل بسيف الماديِّين وهو سكران (دا5)! لهذا فإن وقت الاستعداد ليس غدًا، بل اليوم!

يا أيُّها الخاطي انتَبِهْ حتَّى متَى تُخْدَعْ؟
انظرْ يسوعَ واقفًا واسمعْهُ إذ يَقرَعْ
الربُّ يَدْعوكَ انتبِه فكيفَ لا تَسْمَـــــعْ!
والموْتُ آتٍ عاجــلاً والموْتُ لا يُدْفَــعْ

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net