الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 2 مايو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اذهب إلى بيتك
اذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ وَإِلَى أَهْلِكَ، وَأَخْبِرْهُمْ كَمْ صَنَعَ الرَّبُّ بِكَ وَرَحِمَكَ ( مرقس 5: 19 )
يتحدَّث الأصحاح الخامس من إنجيل مرقس عن ثلاثة طلبات: فقد طلب الشياطين من الرب يسوع أن يُرسلهم إلى الخنازير (ع12). وطلب الناس من الرب أن يَمضي مِن تخومهم (ع17). ثم إن الرجل الذي كان مجنونًا طلب من الرب السماح له أن يكون معه، وأن يتبعه (ع18). وقد استجاب الرب يسوع للطلَبين الأولين، لكنه لم يوافق على الطلب الثالث!

بالتأكيد كان الرب يسوع حرًا في أن يُرسل الشياطين، إلى الهاوية أو إلى الخنازير، أو إلى أي مكان آخر يختاره. ولكن لماذا أرسلهم إلى الخنازير؟ إن الرب يسوع بعمله هذا قدَّم الدليل لكل المشاهدين على أن معجزة تحرير المجنون من الشياطين قد حدثت بالفعل. كما أن هلاك الخنازير أكد للرجل الذي كان مجنونًا أن الأرواح النجسة قد رحلت عنه بالفعل. لكن الأهم من ذلك كله، هو أن غرق ألفين من الخنازير كان درسًا ملموسًا وحيًا لهذا الجمهور الذي رفض المسيح، يوضح أن الشيطان لا يُفرِّق بين الإنسان والخنزير، فالاثنان عنده سواء! والواقع أن الشيطان يجعل من الإنسان خنزيرًا! لقد كان الرب يُحذر هؤلاء الناس من قوة الشيطان وقوة الخطية.

ولكن لماذا طلب أصحاب قطعان الخنازير من الرب يسوع أن يمضي من تخومهم؟ لماذا لم يطلبوا منه أن يبقى عندهم، ويعمل معجزات شفاء أخرى مُماثلة لآخرين كانوا في حاجة إليها؟ الإجابة أن أصحاب القطعان لم يكن لهم سوى اهتمام واحد وهو عملهم وثروتهم المُتمَثلة في قطعان الخنازير. لذلك شعروا بالخوف من أنه إذا بقيَ الرب يسوع عندهم مدة أطول، فلسوف يلحق مزيدًا من الضرر بثروتهم. والرب يسوع لا يمكث في مكان لا يكون مرغوبًا فيه؛ لذلك تركهم. ويا لها من فرصة ضاعت من هؤلاء القوم!

لكن لماذا لم يسمح الرب للرجل الذي كان مَجنُونًا أن يكون معه وأن يتبعه؟ لقد كان طلب الرجل بدون شك بدافع من محبته وامتنانه للرب يسوع. لكن الرب كان يعرف أن مكان هذا الرجل إنما هو في بلدته مع أحبائه، حيث كان بمقدوره أن يشهد لمُخلِّصه. إن الحياة المسيحية الفعَّالة يجب أن تبدأ من المكان الذي نعيش فيه، حيث يعرفنا الناس على نحوٍ أفضل. وإذا أكرمنا الرب وشهدنا له هناك أولاً، يُمكن للرب أن يُوسِّع دائرة تأثيرنا واستخدامنا في أماكن أخرى.

لقد رحَل الرب يسوع عن هذه المنطقة، لكن الرجل ظل هناك، يشهد بأمانة لنعمة الرب يسوع وقدرته. يا ليتنا جميعًا هكذا!

وارين ويرسبي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net