الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 24 مايو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
النهار الأبدي
وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ ( رؤيا 21: 4 )
إننا نعبر في رحلة ليلية يُميِّزها الألم والحيرة والدموع، لكن ما يُعزينا أنه قد تناهى الليل وتقارب النهار ( رو 13: 12 ). وفي سياحتنا وغربتنا نتوق إلى حبيبنا، ونقف على المرصد لنعُدَ ساعاتِ الليل. وبالطبع نحن لا ننتظر تحسُّنًا في الظروف، لكننا ننتظر من السماء مُخلِّصًا هو الرب يسوع الذي سيُغيِّر شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده ( في 3: 20 )، وننتظره ليُنقذنا من الغضب الآتي ( 1تس 1: 10 ). إننا نتوقع ونترقب بزوغ كوكب الصبح المُنير الذي سيُنهي ليل المساء. والروح القدس ينهضنا ويجدِّد عزمنا بقرب مجيئه. إن المنغِّصات والضغوط تخلع قلوبنا من الأرض، وتُعمِّق فينا الشعور بالغربة، وترفع أبصارنا نحو السماء. وبمجيء حبيبنا سنلقي عصا الغربة والارتحال، ونودِّع البرية بكل أتعابها. ويا حُسنَ يوم وصولنا ذاك الحِمى، عندما نُخطف في السُّحب لمُلاقاة الرب في الهواء!

وليس ذلك فقط، بل نحن ننتظر ظهور المسيح بالمجد والقوة ( تي 2: 13 )، خارجًا من السماء المفتوحة وعلى رأسه التيجان الكثيرة، عندما يُدخِله الآب كالبِكر إلى العالم في موكبٍ مَهيب يليق به، لكي يتبوأ عرشه على الأرض التي أُهين فيها، ويأخذ المُلك الذي له على الجميع، وتراه الأرض في كرسيه الرفيع، ويكون الرب ملكًا كبيرًا على كل الأرض، وتجثو باسمه كل ركبة، ويعترف كل لسان أن يسوع ربٌّ لمجد الله الآب. فلا بد أن يملك ويضع جميع الأعداء تحت قدميهِ. وكم ستفرح قلوبنا عندما نراه في يوم مجده ومُلكه العتيد!

أخيرًا نحن «بحسب وعدِه ننتظر سماوات جديدة، وأرضًا جديدة، يسكن فيها البر» ( 2بط 3: 13 ). وهذا سيتحقق في الحالة الأبدية، بعد زوال السماوات والأرض المخلوقة والتي تدنَّست بفعل الشيطان والإنسان. تقول النبوة: «السماوات هي عمل يديكَ. هي تبيد وأنت تبقى» ( مز 102: 25 ، 26). وهذا ما أكدَّه بطرس: «تزول السماوات بضجيج، وتنحَل العناصر مُحترقة، وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها» ( 2بط 3: 10 ). سيحدث تحلُّل ذري للكون، ويصحبه ضجيج هائل، ولقد رأى يوحنا سماءً جديدة وأرضًا جديدة بالفعل، في ثوبٍ جديد وبهيئة جديدة تناسب الأبدية، والبحر لا يوجد فيما بعد. البحر يتكلَّم عن هياج الشعوب والاضطرابات، وعن الفواصل والافتراق. وكل هذا لن يكون فيما بعد. والموت لا يكون فيما بعد، ولا الدموع، ولا الحزن، ولا الصراخ ولا الوجع، ولا لعنةٌ ولا ليلٌ فيما بعد، وفي النهار الأبدي سنُساكن الحبيب.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net