الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 25 مايو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أرى الدم
وَيَكُوُنُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى البُيُوتِ التِي أنْتُمْ فِيهَا،فَأَرَى الدَّمَ وَأعْبُرُ عَنْكُمْ ( خروج 12: 13 )
كانت ضربة قتل الأبكار هي الضربة العاشرة والأخيرة على أرض مصر. وكلَ عائلة كانت تمتلك شاةً. وقد ذبحوا الكثيرَ منها عند العشية. هذه الخرفان كانت تتحدَّث عن خروفٍ آخر وشاةٍ أخرى، الرب يسوع المسيح، الفصح المُقدَّم لأجلنا. كان هذا العيد يُشير إلى قدومِ المسيح لعالمِنا. فكلَّما قلبنا صفحة من صفحات الوحي وجدنا أن كل الطقوس والفرائض والذبائح والرموز إنما تُشير إلى «حَمَل الله الذي يرفعُ خطيةَ العالم».

لاحظ عزيزي القارئ أن الشعب القديم لم يخلُصوا لأنهم كانوا نسل إبراهيم، بل لو أطاع المصريون القدماء الله لخلَصوا هم أيضًا. لأن الله قال: «أرى الدم وأعبرُ عنكم».

لم يخلُص أحد لأنه كان يعمل أفضل ما بوسعه أو لأنه كان صادقًا أو صالحًا. قال الله: «أرى الدم وأعبر عنكم». لم يكن عليهم أن يخرجوا خارج بيوتهم وينظروا إلى الدم على قوائم الأبواب، كلا، يجب أن يبقوا داخل البيت ويثقوا ويؤمنوا. لم يكن الملاك المُهلِك يُجري إحصاءً للشعب ليرى مَن هو الأفضل، كان ينظر إلى الدم على قوائم الأبواب. كل مَن باتَ ليلته خارج البيت المرشوش بالدم هلَك. ومَن خلُص إذًا؟ كلُ الذين آمنوا بالله وصدَّقوا كلمتـَه، الذين رشوا الدم على قوائم الأبواب ووثقوا بذلك. قد لا أفهم الأمر عزيزي القارئ، ولكن بما أن الله أخبرني أن دم المسيح فقط هو الذي يُخلِّصني، فإني أقبل ذلك بالإيمان.

لم يكن الدم مادةً غامضة فيها سرٌّ مُعيَّن، ولكنّ مبدأً عامًا يسري في كل الكتاب المقدس وهو: بدون سفك دم لا تحصل مغفرة للخطايا. بكلماتٍ أخرى: لا يمكن لله أن يغضَّ الطرْفَ عن الخطية ويقفَ ساكنًا أمامها، تمامًا كما لا يفعلُ القاضي ذلك. على القاضي أن يستخدم القوانين لإدانة المُذنب ومُعاقبته. قانون الله ينص على أن النفس الخاطئة موتًا تموت. حُكم الموت هو علينا أجمعين، ولكن الله المُنعِم أوجد حياةً أخرى لتأخذ مكاننا. وحتى مجيء المسيح، كان الخروف هو الذي يموت بدلاً عن الإنسان الخاطئ. وعندما أتى المسيح قيل عنه: «هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم» ( يو 1: 29 ). وإذا قبلنا المسيحَ في حياتنا، فإننا ننجو من الدينونة التي نستحقها كخطاة.

في تلك الليلة في مصر، مات كلُ بِكر في كل منزل لم يكن مَحميًا بالدم. ووضعْ الدم على قوائم الأبواب والعتبات هو عملُ إيمان. ولا خلاصَ اليوم بدون إيمان.

برنامج كل الكتاب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net