الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 26 يونيو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
دخل ليمكث معهما
دَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا. فَلَمَّا اتَّكَأَ مَعَهُمَا، أَخَذَ خُبْزًا وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا ( لوقا 24: 29 ، 30)
عندما دخل الرب يسوع المُقام من الأموات إلى بيت تلميذي عمواس فإنه بدلاً من أن يجلس على المائدة كمدعو، نراه يأخذ مركزه كالمُضيِّف. هو الذي بارك، وهو الذي كسر الخبز ووزَّع عليهما. وعندما امتدَّت يداه المثقوبتان إليهما انفتحت أعينهما وعرفاه .. يا لها من لحظة لا تُنسى! كان قلبهما مُلتهبًا فيهما طوال الطريق، والآن انفتحت أعينهما، ورأيَا المُخلِّص المحبوب المُقام بعيون مفتوحة. ولكنه حينئذٍ اختفى عنهما. ولم يَقُل الكتاب إنه تركهما، لأن حضوره دائم. لكنهما كان ينبغي أن يتدرَّبا على الشعور بحضوره بالإيمان، والإيقان بأنه يرافقهما حتى وإن كانت العين الطبيعية لا تراه كما كانت تراه في أيام جسده.

والرب لم يأمرهما أن يعودا إلى أورشليم، لكنهما بعد أن انفتحت أعينهما، وبعد أن استيقظ قلباهما، وبعد أن تعطَّرت خواطرهما بسجاياه الحلوة، ماذا كان يمكن أن يفعلا غير الذي فعلاه، وغير الاجتماع بأحباء الرب لكي يتمتعوا جميعًا بحلاوة محضره المبارك؟

عاد التلميذان إلى أورشليم، وأخذ الجميع يتكلَّمون معًا بتلك الأمور العجيبة التي حدثت معهم، «وفيما هم يتكلَّمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم، وقال لهم: سلامٌ لكم» (ع36). ومن المؤكد أن أحدًا ممَّن شاهدوا ذلك المشهد العجيب لم يَنسَه في السنوات التي أعقبت ذلك، لأن كل مَن تذوَّق محضر الرب في وسط خاصته لا يمكنه أن يجد شبعًا في أي اجتماع آخر أو أي شيء آخر.

وفي الاجتماع نجد الرب مرةً أخرى «فتح ذهنهم ليفهموا الكتب» (ع45). إنه سيغيب عنهم، فماذا يتبقى لهم؟ إن حضوره سيتحقق لهم، ولو أنه غير منظور، عندما يحضر - له المجد - في وسط خاصته المجتمعين باسمهِ. وكما صار المكتوب هو منهج سلوك هذين التلميذين، هكذا أيضًا صار المكتوب هو كنز المؤمنين المجتمعين إلى اسمهِ، والروح القدس الذي هو «موعد الآب» يكون هناك، يُنير الكلمة أمامهم كما يُنير أذهانهم لفهمها.

في هذا الأصحاح (لو24) كل شيء مفتوح: القبر وقد تدحرج عنه الحجر، والعيون وكانت قبلاً مُمسَكة والآن تبصر، والكتب وكانت قبلاً تحت برقع ( 2كو 3:  14)، والآن مكشوفة. فالآن شعبه يستطيع أن يراه من خلال تلك الأمور. كذلك الذهن المُتجدِّد، والذي اُستُنير بالروح القدس يستطيع أن يفهم الأمور المختصة به في كتب موسى والأنبياء والمزامير. ثم نتيجة لذلك كله تنفتح القلوب بالتسبيح الذي يُمجِّد الله.

جورج أندريه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net