الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 9 يونيو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الرفاق الثلاثة في أتون النار
هَا أَنَا نَاظِرٌ أَرْبَعَةَ رِجَال مَحْلُولِينَ يَتَمَشَّوْنَ فِي وَسَطِ النَّارِ وَمَا بِهِمْ ضَرَرٌ ( دانيال 3: 25 )
إن ثقة هؤلاء الرجال الثلاثة؛ شدرخ وميشخ وعبدنغو، في الله بالغة الجمال، ولكنها قد لا تقود بحسب توقعنا إلى النجاة من العقوبة المُوقعة. فإن إيمانهم قد وُضِع في الاختبار بدون أدنى تدخل ظاهر من الله. وسُمِحَ للملك أن يُتمم إرادته الشريرة. وعندما كانت المسألة تمس الضمير، فإنهم قرَّروا مواجهة الملك؛ والآن بعدما أصبح الأمر يخص أجسادهم، فإنهم لم يقاوموا. لقد تصرَّفوا بروح كلمات الرب لتلاميذه، حينما قال: «لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر» (لو١٢: ٤).

لقد امتلأ الملك غيظًا وهو يرى ثلاثة أسرى يهود يُعارضون مشيئته. فأمر خدامه أن يُحمُّوا الأتون سبعة أضعاف أكثر مما كانوا مُعتادين أن يُحمُّوه. ثم أمر جبابرة القوة في جيشه بأن يُوثِقوا المَسبيين الثلاثة ويلقوهم في أتون النار المتقدة. وكنتيجة لذلك، فإن غيظ الملك لم يفعل سوى أن أضاف إلى هزيمته هزيمة. وكان على الملك أن يتعلَّم أن أتونه يستطيع أن يلتهم رجاله الجبابرة فقط، ولكنه لا يستطيع أن يضر خدَّام الله، عندما يقف الله بجانبهم، حتى عندما يُحمَّى الأتون سبعة أضعاف.

إن النتيجة الوحيدة للأتون بالنسبة إلى المَسبيين الثلاثة هو أنه وضعهم في رِفقة ابن الله، وحرَّرهم من قيودهم. وهذه هي النتيجة الدائمة لاضطهاد هؤلاء الذين يؤمنون بالله، بدرجات مختلفة، وبكافة الوسائل. إن الرجل الوارد ذكره في الأصحاح التاسع من انجيل يوحنا، قد احتمل في يومه الاضطهاد من قادة اليهود، فقط لكي يتحرَّر من عبودية اليهود، ويكون في رِفقة ابن الله.

لقد كان التأثير على الملك فوريًا. فقد قام مُسرعًا في حيرة، مُعلِنًا: «ها أنا ناظرٌ أربعةَ رجال محلولين يتمَّشون في وسَط النار ... ومنظر الرابع شبيه بابن الآلهة» (ع25). وهذا كان السر في أن المَسبيين الثلاثة يتمَّشون في وسط النار «وما بهم ضررٌ»؛ أنهم كانوا في رِفقة ابن الله. وما الذي لا يستطيع القديسون عمله وهم في رفقته؟ ففي رِفقته يستطيعون أن يمشوا على الماء (مت١٤)، وفي رِفقته يستطيعون أن يمشوا في وسط النار، وبهذا يُتمِّمون الوعد بالنبي القائل: «إذا اجتزتَ في المياه فأنا معكَ، وفي الأنهار فلا تغمُرُكَ. إذا مشيتَ في النار فلا تُلذَع، واللهيب لا يُحرقك. لأني أنا الرب إلهُكَ، قدوس إسرائيل، مُخلِّصُكَ» (إش٤٣: ٢).

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net