الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 10 يوليو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صنعَ بنفسهِ تطهيرًا لخطايانا
بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ ... صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا ( عبرانيين 1: 3 )
إن الرب يسوع الذي هو حاملٌ لكل الأشياء بحكمته وقدرته، لكي يُتمِّم قصد الله، جاء إلى الأرض في ملء الزمان. ولماذا جاء هذا الشخص العجيب المجيد، الذي هو مسرَّة الآب، الذي هو نور وقوة وعظمة غير محدودة؛ لماذا جاء إلى هذه الأرض؟ ولأي غرض؟ أ ليُضيء لنا؟ أ ليُرينا عظمة جلاله؟ أ ليُعلِّمنا حكمةً من السماء؟ أ ليَحكم بيننا بعدلهِ وقوتهِ؟ كلا، جاء ليصنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا! فما أعظم هذا المجد! وما أعمق هذا الاتضاع! جلال غير محدود، وتواضع غير محدود أيضًا. ما أمجده ربًا! وما أعظمها تضحية صادرة عن حب لا يُعبَّر عنه!

إن الخطية قد جاءت به إلى عالمنا، وخرابنا قد قاد من أعالي المجد ذاك الذي هو بهاء مجد الله ورسم جوهره، والحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته، ليصنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا. ما أعجب هذا! إن الخطية يمكن اعتبارها تعدِيًا على ناموس الله الصالح والعادل والمقدس، تعديًا يستحق العقاب، ويستدعي غضب الله. كذلك الخطية أيضًا تُعتبر فسادًا، ومن هذا نرى ونُدرك مدى صعوبة وعدم إمكانية التخلُّص من الخطية، والاقتراب من نبع الحياة والمحبة والبركة.

إن الخطية حِمل ثقيل وعظيم؛ هي الذهاب من بيت الآب إلى كورة بعيدة، هي عدم الاعتراف بالجميل، هي العداوة لله، بل التمرُّد عليه. هي الدَنَس، هي الشيء الممقوت لدى الله؛ هي الشيء الذي يكرهه، ويبتعد عنه ويشمئز منه. فتأمل أيها القارئ في خطايانا باعتبارها الفساد. تأمل في عددها! تأمل في شناعتها! مَن يستطيع أن يُزيل هذا الحاجز المُرعب الممقوت الذي يفصلنا تمامًا وبلا رجاء عن الله القدوس البار؟ مَن يستطيع أن يلمس البُرْص؟ مَن يستطيع أن يُطهِّر الخطاة لدرجة أنهم يظهَرون أطهارًا وبلا عيب في نظر الله؟

إن ابن الله قد جاء ليصنع تطهيرًا لخطايانا. ويا لعُظم الخبر إذ صنع ذلك بنفسه! ليس كرئيس الكهنة في إسرائيل بذبائح، وليس بدم آخر بل بدم نفسه. فهو الوحيد الذي يستطيع أن يُدرك عمق وطبيعة ومذنوبية الخطية. وهو يُشارك الآب في مقت وكراهية الخطية، ولكن لأنه أحبَّنا لم يستطع أن يحتمل مجرَّد الفكر بأننا هالكون. فيسوع الكامل في حُبهِ للآب البار القدوس، كامل أيضًا في حُبه للشعب الخاطئ المُذنب، ولذلك جاء من أجله ليُخلِّصه. نعم جاء وهو يَمقُت الخطية مقتًا غير محدود، ويُحب الخاطئ حبًا غير محدود أيضًا. فيسوع ابن الله طهَّر بنفسهِ خطايانا.

سافير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net