الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 9 يوليو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ترنيمة محبة
فَاضَ قَلْبِي بِكَلاَمٍ صَالِحٍ. مُتَكَلِّمٌ أَنَا بِإِنْشَائِي لِلْمَلِكِ. لِسَانِي قَلَمُ كَاتِبٍ مَاهِرٍ ( مزمور 45: 1 )
المزمور الخامس والأربعون عيِّنة جميلة للسجود. فالمزمور غير مشغول بعطايا المسيح، بل بشخصه. والسجود هو فيضان القلب بالحمد والتسبيح لأجل ما هو الله في ذاته، وما هو المسيح في كمالاته. وعنوان المزمور هو «لإمَام المُغنِّين. على السوسَن. لبني قورح. قصيدةٌ. ترنيمة محبة»، ومنه نتعلَّم عدَّة دروس عن السجود:

- «لإمام المُغنِّين»: وهو تعبير ورَد في سفر المزامير 55 مرة. وهو كناية عن ربنا يسوع المسيح قائد التسبيح الحقيقي؛ ومَن سوى الرب يسوع المسيح، الذي غلب الموت وقام، يقود المؤمنين في تسبيحاتهم «أُخبِر باسمِكَ إخوتي، في وسط الكنيسة أُسبِّحك»؟ ( عب 2: 12 ؛ مز22: 22). فلنُعطهِ إذًا مكانه اللائق به!

- «على السوسَن»: والأرجح أن نَغمة «على السوسَن» هي النغمة المُستخدمة، وهي نغمة ابتهاج وسرور. وزهور السوسَن هي زنابق الحقل، وتنمو في الأودية، وتُشير إلى البساطة والاتضاع. كما أن لونها الأبيض يُكلِّمنا عن الطهارة والنقاوة. أوَ ليست هذه هي الحالة اللائقة بالساجد الحقيقي؟

- «لبني قورَح»: وهؤلاء كانوا مثالاً لمَن اختبروا رحمة الرب ونعمته؛ فنحن نعلم من كلمة الله أن قورح قاد ثورة تمرُّد وعصيان ضد موسى وهارون، ففتحت الأرض فاها وابتلعت هؤلاء المُتمرِّدين، لكن نعمة الله أبقَت بني قورح ( عد 26: 11 )، بل لقد جعلت النعمة منهم مُغنيِّن وبوَّابين في بيت الله ( 1أخ 6: 22 -27؛ 9: 17-19؛ نح11: 19؛ مز84: 10).

- «قصيدةٌ»: وهي كلمة عبرية تعني “التأمل والفهم”. وإنه لأمر هام جدًا أن يتميَّز سجودنا بالفهم «الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح (بالفهم) والحق، لأن الآب طالب مثلَ هؤلاء الساجدينَ لَهُ» ( يو 4: 23 )

- «ترنيمة محبة»: فالترنيمة تُقدَّم بعواطف المحبة الكثيرة للرب، مثل مريم التي بعواطف فيَّاضة سكبت الطيب على جسد الرب، فقال عنها الرب: «إنها قد عملت بي عملاً حسنًا!» ( مت 26: 10 ).

ليت الرب يُساعدنا حتى تتَّسم اجتماعاتنا بما يُفرِّح قلب الرب في التسبيح والتشكرات، وأن نُحفَظ من أن نُمارس شيئًا كعادة أو التزام.

سبِّحُوهُ مجِّدوهُ يا جَميعَ المؤمنينْ
قدِّسوهُ كرِّموهُ باركوُه كلَّ حينْ

فريد زكي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net