الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 12 يوليو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
البلاط والتمثال
كُلَّ تَأْدِيبٍ ... أَخِيرًا .. يُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ ( عبرانيين 12: 11 )
في أحد الأيام بدأ البلاط الذي يفرش أرض القصر يتحدَّث إلى قطعة الرخام التي تنتصب كتمثال في أحد أركان القصر، فقال: لماذا يدوس البشر فوقي وأنت تنتصب مزهوًا بجمالك، وكل إنسان ينظر بإعجاب إليك؟! وتابع يسأل: كِلانا من نفس الطينة، فلماذا يُعاملك الناس بطريقة أفضل مما أُعامل؟! أ ليس هذا ظلمًا؟! ردّ التمثال الرخامي: يا صديقي البلاط، هل حقًا ما زلت تذكر أننا جئنا إلى هنا من نفس الطينة والمنبَت؟! قال البلاط: بالطبع أذكر، ولهذا أقول بأنه ليس عدلاً أن نُعامَل بطريقة تختلف! ثم أجهَش في البكاء. فردَّ الرخام: إذن، يجب أن تذكر اليوم الذي أتى بنا النحَّات كي ينحتنا، وأنت أبَيت أن تكون طيِّعًا ومَرِنًا فألقى بك جانبًا!

قال البلاط: نعم أذكر، وأكره جدًا ذلك الشخص الذي كان يضربنا بأدواته، إنَّ ضربه مؤلم جدًا! ردّ التمثال: هذا صحيح، ولهذا السبب تركك جانبًا!

فقال البلاط: وأين الخَلَل في أن أُقاومه؟! فردَّ التمثال: عندما ألقَاك الفنان جانبًا أدركت بأنني يجب أن أكون طيِّعًا مَرنًا وأتحمَّل ضرباته، علَّه يصقلني ويُحوِّلني إلى شيء جميل.

تنهَّد البلاط معترفا: نعم تلك هي الحقيقة! فتابع التمثال الرخامي: يا صديقي، لكل شيء في الحياة ثمنه. عندما رفضت أن تتحمَّل ضربات النحَّات تحوَّلت إلى بلاط، وسمحت لغيرك أن يدوس فوقك!

أيها الأحباء: إننا نُشبِه الرخام، والله الآب المُحب يُشبِه النحَّات الذي كثيرًا ما يستخدم المطارق والأزاميل بضرباتها المتنوعة، في نحتنا وتشكيلنا، ليصقلنا ويبرينا ويجلينا من خشونتنا ورعونتنا التي تُشوِّهنا. إنه – له كل المجد - يُشكِّلنا ويؤدّبنا ويُصححنا ويُصْقلنا بمعاملات وتجارب تبدو أنها مؤلمة ومُحزنة وقاسية. ولكي ما يحفظ أقدامنا في الطريق الصحيح، يستخدم معنا الطرق التأديبية القاسية لكي يعتقنا من قوة الجسد، ويجعلنا شركاء في قداسته. وكل الآلام التي يسمح بها لأولاده الغرض منها؛ إما التأديب أو التقويم، أو للإتيان بهم إلى اكتشاف خطية أو تعديَّات دفينة، والتغلُّب عليها؛ أو تكون للامتحان والاختبار، وبهذا يَتَقَوون ويرتفعون إلى مستوى أسمى من الاختبار والمنفعة؛ أو تكون امتيازًا وشرفًا كشهادة للمسيح، من أجل اسمه وللتخبير بفضائله. فدعونا نكون صبورين، وندَع تأديب الرب يعمل عمله في حياتنا. ولنثق أن آلام الزمان الحاضر تؤدي إلى الربح الدائم ( عب 12: 11 ).

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net