الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 13 يوليو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
غضب الله
لا يُمْهِلُ مَنْ يُبْغِضُهُ. بِوَجْهِهِ يُجَازِيهِ ( تثنية 7: 10 )
سيأتي وقت فيه ينتقم الله من أعدائه وجهًا لوجه. يا له من أمر مُخيف أن نتصوَّر أن إنسانًا يُبغض الله! يُبغض مَن قال عن نفسه إنه نور ومحبة، منبع الصلاح وصاحب العطايا الصالحة والمواهب التامة، أبو الأنوار الذي يفتح يده ويُشبع كل حيّ، الذي يسمع صراخ فراخ الغربان، الذي يروي ظمأ حمار الوحش. الإله الحكيم وحده الكامل في القداسة، الكُلِّي القوة والقدرة، خالق أطراف الأرض، الذي له السلطان أن يلقي الجسد والنفس كليهما في جهنم.

والله يُعلن أنه «لا يُمْهِل مَن يُبغضه. بوجهه يُجازيهِ». يا له من إعلان خطير يجب على مَن يعنيه أن يوجِّه إليه التفاتًا عظيمًا! الناس لا يَميلون أن يسمعوا هذا الإعلان، وكثيرون لا يُصدِّقونه، بل يخدعون أنفسهم ويخدعون غيرهم بالقول: إن الله رؤوف وصالح ومُحسِن لدرجة لا تسمح له بمعاملة مخلوقاته بالدينونة الرهيبة. وينسون أن قضاء الله كامل، كما أن نعمته كاملة، ويزعَمون أن قضاء الله يمكن أن يتجاوز أو يتساهل مع الشر والأشرار.

إنهم لَفي ضلالٍ مُبين سيقتنعون به في أبديتهم التعيسة. فإن تدبير الفداء المجيد الذي انشغل به الله المثلث الأقانيم، فدبَّره الآب ونفَّذه الابن وأعلنه الروح القدس؛ ذلك التدبير قد عبَّر أعظم تعبير عن شدة بُغض الله للخطية، وإصراره على دينونتها وقصاصها قصاصًا أبديًا. وأظهر قوة عدل الله بكيفية مجيدة، وأعلن مقياس قداسة الله وحقه وبره إعلانًا صريحًا. وإذا أردنا أن نُكوِّن فكرة صحيحة عن دينونة الله الرهيبة وغضبه المُتقد ضد الخطية، وإذا أردنا أن نعرف مقياس قداسة الله، فلننظر إلى الصليب، لنصغِ إلى تلك الصرخة المُرَّة الصادرة من قلب ابن الله وسط ظلمات الجلجثة «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟». فالصليب هو مقياس بُغض الله للخطية، كما أنه مقياس محبته للخاطئ. وهو ينبوع النعمة الغزير، كما أنه الأساس الوحيد الذي بمقتضاه يغفر الله خطايانا، ويعتبرنا أبرارًا في المسيح المُقام والمُمجَّد.

ولكن إذا احتقر الناس كل هذا واستمرُّوا في كراهيتهم لله، وبالرغم من ذلك يتكلَّمون عن فرط جودهِ وصلاحه وشفقته التي لا تتفق مع مُعاقبته لنا على الشر، فماذا يكون مصيرهم؟ «الذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليهِ غضب الله» ( يو 3: 36 ).

إذا رفَضت صوتَهُ تدعـو فلا يَسْمَعْ
لا المالُ لا الأهلُ ولا البُكا غَدًا ينفَعْ

وليم مكاي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net