الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 18 يوليو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التدريب على الخدمة
هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ, فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ ( متى 4: 19 ، 20)
عندما التقى الرب كُلاً من سمعان وأندراوس أخيه، وبعدهما يعقوب ويوحنا، وكانا يعملان صيادي سمك، لم يطلب الرب منهم أن يجعلوا أنفسهم صيادي ناس، فهو الذي سيجعلهم كذلك، وكل ما عليهم هو أن يتبعوا الرب.

والرب يقول أولاً للنفوس التي ترزَح تحت حِمل خطاياها، “تعالوا إليَّ” (11: 28)؛ ثم يتوجَّه إلى كل مَن أتى إليه قائلاً: “هلمَّ ورائي” (ع19). من ثم بعد ذلك يرسلهم قائلاً لهم: “اذهبوا” ( متى 28: 19 ) ).

وعمل صيد النفوس، مثل صيد السمك، لا يحتاج إلى شهادات عُليا، بل يصلح أن يقوم به أبسط الناس. وهؤلاء الصيادون لا يصيدون النفوس في شبكتهم المُهلِكة ( لو 15: 4 ، 14-17)، بل على العكس هم يُخلِّصون النفوس الهالكة من البؤس الذي أغرقتهم فيه الخطية، ويأتون بهم إلى أقدام المُخلِّص العظيم. وخدام المسيح يُشبَّهون في عملهم بثلاث تشبيهات: فهم أولاً: صيادون يصطادون الناس من بحر العالم ويأتون بهم إلى المسيح المُخلِّص. ثانيًا: هم رعاة يبحثون عن الخراف الضالة في براري العالم وقفاره، حتى يجدوها ويأتون بها للراعي الصالح الذي هو المسيح نفسه. وثالثًا: هم حصَّادون يحصدون الحنطة من الحقل الذي هو العالم، فيأخذون أُجرة ويجمعون ثمرًا للحياة الأبدية. والفكرة في الراعي هو الحب والاهتمام ( يو 4: 36 ، 5؛ مت18: 12، 13)، وفي الحاصد هو الأرباح والأفراح (يو4: 36). وأما في الصياد، فنحن نتعلَّم منه دروسًا نحن في حاجة إليها في خدمتنا للمسيح:

الشجاعة: إذ يعمل الصياد في الظروف المواتية، ويعمل أيضًا وسط العواصف العاتية.

والصبر: فصيد السمك من أكثر الأعمال التي تتطلَّب الصبر.

والحكمة: لأن كل نوع من السمك يحتاج إلى طُعْم مختلف، وأسلوب صيد مختلف.

وإنكار الذات: إذ من أهم مُتطلبات الصيد، أن الصياد يخفي نفسه بحيث لا يراه السمك.

نحن في أعمال 2 نرى صيدًا بواسطة الشِباك، عندما ألقى بطرس عِظة فخَلُص بواسطتها ثلاثة آلاف نفس، وفي أعمال 8 نرى صيدًا بواسطة صنارة، عندما تحدَّث فيلبس حديثًا على انفراد مع الوزير الحبشي، فخَلُص الوزير، وذهب في طريقه فرحًا.

سيدي ماذا تريدْ اِهدني حيثُ تُريدْ
إنَّني لستُ أُريدْ غيرَ فِعلِ ما تُريدْ

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net