الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 5 يوليو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اسهروا إذًا
اِسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ ... ( متى 24: 42 ، 43)
السهر الذي يقصده المسيح هنا ليس هو سهر الليالي المِلاح، بل سهر الجندي في المعركة وهو حامل السلاح. وفي موضوع مجيء الرب فإن السهر يعني أكثر من مُجرَّد معرفة حقيقة هذا المجيء. فكثيرون منَّا لديهم العِلم الصحيح عن مجيء المسيح. ويعرفون أنه سيأتي عن قريب. لكن ما قيمة مجرَّد معلومات، قليلة أو كثيرة، ما لم تتحوَّل إلى استعداد وتَرقُّب لمجيء السيد؟

يُخبرنا الرب في مَثَل العشر العذراى أنه لمَّا أبطأ العريس فإن العذارى الجاهلات وكذلك العذارى الحكيمات “نعسن جميعهن ونِمن”. بمعنى أنه ضاعت فكرة الاختطاف من جميع العذارى (أي المسيحيين؛ سواء المؤمنين الحقيقيين أو مجرَّد المعترفين). ولكن في نصف الليل، وبعد أن ضاعت هذه الحقيقة المجيدة، صار صراخ: هوذا العريس مُقبِل، فقامت جميع أولئك العذارى. وقيام العذارى يختلف عن السهر. فالسهر يعني الانتظار بأشواق، وأما القيام فيُمَثِّل الاستنارة من جهة معرفة الحدَث. حسنٌ أن يكون عندنا المعرفة، ولكن هذه لا قيمة لها إن لم يكن هناك انتظار وأشواق. لقد طوَّب الرب المنتظرين لمجيئه عندما قال: «لتكن أحقاؤكم مُمنطقة، وسُرجُكم موقدة، وأنتم مثل أُناس ينتظرون سيدهم متى يرجع من العُرس» ( لو 12: 36 ).

ومجيء المسيح سيكون على مرحلتين؛ المرحلة الأولى لأجل المؤمنين، وسيأتي لهم ككوكب الصبح المُنير، الذي لا يراه إلا الساهرين؛ ولكنه أيضًا سيأتي كسارق للنائمين الغافلين، وما أكثرهم بكل أسف في هذه الأيام!

والمسيح هنا لا يُشَبِّه نفسه بالسارق، بل يُشَبِّه مجيئه غير المتوقع لغير المؤمنين الحقيقيين بمجيء اللص غير المتوقع. إنه هنا لا يتكلَّم عن مجيئه كالرب، بل مجيء يوم الرب. فهو سيأتي كالرب والعريس للمؤمنين، ولكن لغير المؤمنين سيأتي لهم يوم الرب المَخوف كلصٍ في الليل ( 1تس 5: 2 ؛ 2بط3: 10).

لقد دَوَت صرخة نصف الليل، مُعلنةً قُرب مجيء العريس، وهذه الصرخة بدأت إرهاصاتها في القرن الثامن عشر، ثم اكتملت ملامحها في القرن التاسع عشر، وأصبحت تعليمًا واضحًا في القرن العشرين، وسَمِعَ بها القاصي والداني في أيامنا هذه.

حتى متى يا ربَّنا نبقى هُنا بالانتظارْ
فيا دقائقُ اعبُري وقَرِّبي ذاكَ النهارْ

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net